حرية برس:
كشفت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، اليوم الاثنين، أن أحد جامعي التبرعات لحملة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الانتخابية والمقربين منه ويدعى “إليوت برودي” تلقى ملايين الدولارات من المستشار السياسي لولي عهد إمارة أبوظبي “جورج نادر”، في نيسان/أبريل الماضي، وذلك لإقناع الولايات المتحدة باتخاذ موقف متشدد ضد قطر .
وبحسب التحقيق الذي أجرته الوكالة أن نادر دفع مبلغ 2.5 مليون دولار إلى صندوق حملة ترامب من خلال شركة في كندا، وفقاً لشخصين رفضا الكشف عن اسمهما.
بعد شهر من تلقيه الأموال، قام برودي برعاية مؤتمر حول العلاقات المزعومة بين قطر والتطرف الإسلامي، وخلال هذا المؤتمر أعلن عضو الكونغرس الجمهوري ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب “إد رويس” من كاليفورنيا، أنه كان يطبق تشريعاً من شأنه أن يصنف قطر كدولة داعمة للإرهاب، وذلك مقابل مبالغ مالية.
ففي تموز/يوليو 2017 ، بعد شهرين من تقديم رويس لمشروع القانون ، أعطى برودي عضو الكونغرس مبلغ 5،400 دولاراً، وهو جزء من مبلغ 600،000 دولار أعطاه برودي لأعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري واللجان السياسية للجمهوريين مقابل التشريع ضد قطر، بحسب سجلات تمويل الحملة الانتخابية.
وقال برودي للوكالة “لقد جمعنا أموالاً ، وساهمت بأموالي الخاصة ، في الجهود التي تبذلها مؤسسات البحث لإعلان الحقائق، حيث أن قطر توزع ملايين الدولارات حول واشنطن لتبييض صورتها كدولة ترعى الإرهاب”، على حد زعمه.
وأضاف “لقد تحدثت أيضاً مع أعضاء من الكونغرس يتفقون معنا بالتفكير، مثل رويس، حول كيفية التأكد من أن أموال الضغط التي تمارسها دولة قطر لا تعمي المشرعين على الحقائق حول سجلها في دعم الجماعات الإرهابية”.
وقال كوري فريتز المتحدث باسم رويس ، إن رئيسه انتقد منذ فترة طويلة “الدور المزعزع للاستقرار للعناصر المتطرفة في قطر”، مشيراً إلى تعليقات بهذا المعنى تعود إلى عام 2014، مضيفاً بأن “أي محاولات للتأثير على هذه الآراء القديمة لم تكن ناجحة”، وفقاً لما نقلته الوكالة.
وأضافت أن جورج نادر من خلال هذه الأموال ساعد برويدي مقابل إثارة هذا التشريع في تطوير أعمال شركته سيركينوس في فيرجينيا، والتي لم يكن لديها أعمال تجارية مع الإمارات العربية المتحدة ، بتوقيع عقد بأكثر من 200 مليون دولار في كانون الثاني/يناير،مقابل ما سمته خدمات دفاعية للإمارات.
وبحسب الوكالة فإن الاستشاري الخاص لفريق روبرت مولر القانوني أثناء بحثه في أنشطة ترامب وشركائه خلال حملة عام 2016 وما بعدها. كشف عن اجتماعين بعد فترة قريبة من تولي ترامب الرئاسة حضره نادر ومحمود بن زايد في برج ترامب في كانون الأول / ديسمبر 2016، بالإضافة إلى صهر ترامب غاريد كوشنير وستيف بانون، الذي كان كبير الاستراتيجيين في ترامب في ذلك الوقت.
كما حضر نادر ومحمود بن زايد اجتماعاً آخر في جزر سيشيل في المحيط الهندي، مع إيريك برينس، مؤسس شركة بلاك ووتر الأمنية، ورئيس صندوق الثروة السيادية.
وكشفت الوكالة عن اجتماع بين برودي ونادر فجر تولي ترامب الرئاسة للسعي معاً في محاولة لتحويل السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وكان برودي قد أعطى شخصياً مئات الآلاف من الدولارات للجمهوريين على مدى العقد الماضي أو أكثر. لكنه لم يقدم أي شيء خلال دورات الانتخابات لعامي 2012 و 2014، وقدم 13500 دولار فقط خلال دورة عام 2016. تغيرت الأمور بعد انتخاب ترامب حيث قام برودي بتعزيز دفاعه عن سياسة الشرق الأوسط ليعطي وقتها ما يقرب من 600،000 دولار إلى مرشحي الحزب الجمهوري.
وبعد ذلك تم تقديم مسودة لمشروع القانون بشأن قطر إلى لجنة الشؤون الخارجية تضمنت اعتبار قطر من داعمي حماس ، والتي تم تصنيفها كمجموعة إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، وجاء في مشروع القانون أن “حماس حصلت على دعم مالي وعسكري كبير من قطر”، وعقب تصويت اللجنة تمت الموافقة على مشروع القانون من قبلها في تشرين الثاني/نوفمبر.
عذراً التعليقات مغلقة