اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير يوم الاثنين على تعزيز العلاقات الأمنية والتعاون بين بلديهما في مختلف القضايا، وذلك في أول قمة ثنائية تجمعهما بعد انتهاء التوتر الذي شاب العلاقات خلال الشهور القليلة الماضية.
وهذه أول زيارة يقوم بها البشير لمصر منذ أكتوبر تشرين الأول 2016 وتأتي بعد عودة السفير السوداني إلى القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر.
وكانت الخرطوم استدعت سفيرها لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم في يناير كانون الثاني على خلفية نزاع على السيادة على منطقة حلايب وشلاتين الحدودية وخلاف في وجهات النظر بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي.
وقال السيسي في كلمة خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب جلسة محادثات رسمية بين الرئيسين ”تناولت مع الرئيس البشير في المحادثات الأخوية بيننا، سبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، في ظل الاحترام الكامل للشؤون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين“.
وأضاف ”اتفقنا كذلك على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا التي تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة، وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين“.
من جانبه، قال البشير الذي وصل إلى القاهرة في وقت سابق يوم الاثنين في زيارة تستغرق يوما واحدا ”هناك إرادة سياسية للتعاون لحل أي إشكالية تظهر بين البلدين“. وأضاف ”نحن أمام مرحلة مفصلية تاريخية ونشاهد ما تعانيه منطقتنا من مشاكل… وهذا يتطلب مزيدا من التقارب والتعاون“.
وكانت القاهرة شهدت اجتماعا لوزيري خارجية ورئيسي جهازي مخابرات البلدين الشهر الماضي لتخفيف التوتر في العلاقات.
وقال السيسي يوم الاثنين إنه اتفق مع البشير على بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الجاري في الخرطوم. وكان آخر اجتماع لهذه اللجنة عقد في القاهرة عام 2016.
ولم يشر أي من الرئيسين للخلاف بشأن منطقة حلايب وشلاتين الحدودي، لكن السيسي تحدث عن أزمة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا.
وقال في كلمته ”في ضوء أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعبي وادي النيل (مصر والسودان)، فقد أكدنا عزمنا العمل معا ومع الأشقاء في إثيوبيا للتوصل إلى شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف“.
ودب خلاف بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار تخشى القاهرة أن يقلص المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
وتنفي إثيوبيا هذه المزاعم وتأمل أن يكون السد أكبر مولد ومصدر للكهرباء في القارة. ويدعم السودان بناء السد لأنه سينظم الفيضانات وسيوفر الكهرباء والري.
عذراً التعليقات مغلقة