سبع عجاف مررن على الشعب السوري بمرارتهن وقسوتهن وآلامهن وآمالهن التي تراود كل سوري بانفراجة قريبة في كل لحظة تمر من حياته حتى في أحلك الظروف وأصعبها، هذا الشعب الذي لا تفارق شفتاه كلمة “الحمدلله” والتي كانت دليلاً واضحاً على تحمله لأقسى الظروف، كما أنها دليل دامغ بأنه على يقينه بانتصار ثورته مهما طالت ومهما تآمر عليها العالم الذي أثبت عبر كثير من المواقف عدم اكتراثه بدم الشعب السوري.
كان بشار الأسد بالنسبة للدول قاطبة هو الرجل المناسب لقتل شعب تنفس الحرية، كما كان الوسيلة للسيطرة على ثروات سوريا المتعددة ومن أهمها النفط، عدا عن الزراعات والصناعات والموقع الاستراتيجي لسوريا، ولا يمكن إغفال الأمر الأهم في هذا كله ألا وهو قتل الشعب السوري لحماية حدود إسرائيل، ضارباً بعرض الحائط كل الشعارات الرنانة التي كان يتغنى بها من مقاومة وممانعة وما إلى ذلك من شعارات أثبتت كذب النظام.
لقد تحرر الشعب السوري منذ اليوم الأول الذي أطلقت حناجره كلمة “حرية” وجملة “الشعب يريد إسقاط النظام”. وبعد كل هذه السنين الصعبة هل يمكن تخيل أن يتخلى الشعب عن مبدأه؟ هذا السؤال يمكن أن نشاهد إجابته على أرض الواقع وخصوصاً في هذا الوقت الحرج من عمر الثورة السورية وتحديداً في الغوطة الشرقية التي لم تركع ولم يسمح شبابها بأن يمسّ الثورة شوائب عبر التفاوض والتسليم، فمن سلّم أرضه كمن تخلى عن مبدأه وعن قيمه وهذا ما يشعر به أصحاب الضمير الذين تمتلئ قلوبهم بروح الثورة والذين يعلمون حق المعرفة ماهي نتائج نجاح الثورة وانعكاساتها الإيجابية على مدى عشرات السنين القادمة، وبالمقابل هم يعلمون نتائج إسقاط الثورة وانعكاساتها السلبية أيضاً والتي قد تغير ديمغرافية الأرض لمئات السنين.
الثورة عند الشعب السوري هي كالأم التي يجب حمايتها عند الكبر فهي تمرض ويصيبها انتكاسات ولكن تبقى صامدة وفي قلوب أبناءها الذين قالوا لا للظلم ووقفوا بوجه العالم أجمع صارخين بأعلى صوت “سندمر ابنكم البار بشار” والأصح ما قاله الأطفال والشيوخ والنساء “سندمر كلبكم” حينما قالوها في مظاهراتهم “يا إيراني كلبك ودع”.
هذا الصمود الأسطوري للشعب السوري بعد سبع سنين ما هو إلا رسالة بأن النصر لمن صبر ورسالة أخرى بأن ثورات الشعوب ستنتصر وهذا ما ستثبته الأيام.
عذراً التعليقات مغلقة