مخيم الركبان.. أرض قاحلة وقبر للنازحين

فريق التحرير9 مارس 2018آخر تحديث :
مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية

مازن الريفي – حرية برس

أكثر من مائة ألف نازح سوري من مختلف مناطق البادية السورية يفترشون الصحراء على الحدود الأردنية السورية في مخيم الركبان منذ ثلاث سنوات، والذي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة بسبب فرض حصار على المخيم من قبل قوات النظام منذ ثلاثة أشهر والتي لا تبعد عنه سوى ٦٠ كم  حيث منعت دخول أي مساعدات إنسانية وأممية الى المخيم، بعد سيطرتها على أجزاء واسعة من البادية ضمن المعارك التي حصلت مؤخراً مع فصائل المعارضة وداعش

تحدث أحد سكان مخيم الركبان قائلاً لا نعلم لماذا هذا التخاذل بحق مئة الف مدني جميع المنظمات خذلتنا واللصوص تسرقنا والأردن يرفض دخولنا والمعارضة لم تعد قادرة على حمايتنا فأين المفر، قوات النظام أصبحت قريبة نحو 60كم ونحن لا حول ولا قوة لنا إلا بالله.

و أوضح سعيد سيف أحد الناشطين المتواجدين داخل المخيم أنه يعيش حوالي ١٠٠ ألف نسمة بينهم ٥٠٠٠ آلاف طفل أوضاعاً مأساوية كبيرة، ويعانون من نقص كبير بالماء والغذاء والمواد المعيشية وحليب الأطفال، فضلاً عن سوء الخيام والمنازل الطينية التي لاتقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف ولا غبار الصحراء التي تشهد عواصف رميلة بين الحين والآخر.

مما تسبب بارتفاع حالات الوفاة أغلبهم من الأطفال وانتشار الأوبئة والفقر والجوع، مع غياب شبه تام لدور المنظمات الإنسانية العاملة في المجال الإغاثي والطبي.

وأفاد سيف أن مياه الشرب القادمة من الاردن تنقطع بشكل مستمر عن المخيم مما اضطر الأهالي استخدام مياه الآبار في المنطقة والتي لا تصلح للشرب، مما يزيد من الحالات المرضية بين أهالي المخيم وتسببت مياه الآبار الملوثة بحالات وفات عدة جلهم من الأطفال.

وشدد سيف أنه مع دخول فصل الشتاء والأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها أهالي المخيم، يجب على جميع المنظمات المحلية والدولية وأصحاب القرار، أن يمدوا يد العون للمخيم، مشيراً لحصول كارثة إنسانية بحق آلاف المدنيين العالقين بالصحراء دون أدنى مقومات الحياة.

وأكد حسن أحد سكان المخيم أن قوات النظام اعتقلت عدد من السائقين أثناء  ذاهبهم لجلب المواد الغذائية من محافظة السويداء، ودفعوا مبالغ طائلة لقوات النظام ليتم إخراجهم، ولم يعد أحد من السائقين يجرء على الذهاب والخروج من المخيم باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام.
وذكر حسن ان أهالي المخيم ناشدوا المملكة الأردنية الهاشمية والأمم المتحدة والمنظمات  بالتدخل الفوري لإنقاذ 100 ألف نازح و5000 الاف طفل، وطالبو الحكومة الأردنية بإدخال مواد غذائية بثمنها.

لافتاً إلى أن الحكومة الاردنية كانت تقدم مساعدات إنسانية لأهالي المخيم، ومنعتها بعد أن تعرض أحد موقع الجيش الاردني المتقدمة والتي كانت نقطة لإدخال المساعدات لتفجير من قبل عناصر من داعش، ما دفع الجيش إلى إغلاق الحدود واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة.

يشار إلى أنه منذ أسابيع تم تأسيس حزب جديد داخل مخيم الركبان، يضم ناشطون ومثقفون وأساتذة بالقانون الدولي أطلقوا عليه اسم حزب الرأي، بحسب ما أكد الإعلامي في الحزب أبو عمر الحمصي.
وقال الحمصي، إن هذه الخطوة تعتبر نقطة تحول في مخيم الركبان، من أجل الالتفات إلى معانات الأهالي داخل المخيم، ورفع صوتهم ومعاناتهم للمعنيين في شؤون اللاجئين والمنظمات الدولية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل