زياد عدوان – حلب – حرية برس
ارتفعت أسعار الخضراوات والفواكه بجميع أنواعها خلال الفترة الحالية وذلك بسبب عدم تساقط الأمطار وتغذية الأراضي الزراعية في أرياف حلب، كما أن إرتفاع أسعار الخضراوات والفواكه جاء أيضاً نتيجة تعرض مئات الهكتارات للقصف الجوي وخصوصا بمادتي الفوسفور الحارق والنابالم، حيث تسبب القصف بهذا الأسلحة بانعدام المحاصيل الزراعية حيث تأثرت الأراضي بشكل مباشر بهذا القصف، ونتيجة المعارك التي دارت بين قوات الأسد والميليشيات الموالية لها من جهة وبين مقاتلي تنظيم “داعش” في ريف حلب الشرقي فقد احترقت المئات من الهكتارات وتحولت فيها الأراضي الزراعية إلى قاحلة وبحاجة للتأهيل من جديد نتيجة تعرضها للمواد الكيميائية التي استخدمت في المعارك.
ولعب انخفاض مستوى الأمطار خلال هذا الموسم الزراعي دوراً مهماً، حيث أن الأراضي الزراعية في أرياف مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الأسد وميليشياته كانت معظمهم غير مزروعة، وذلك بسبب هروب أصحابها الحقيقيين، بالإضافة لاعتقال بعض المدنيين الذين يملكون أراضي زراعية في ريف حلب الشرقي، الأمر الذي تسبب بانخفاض نسبة الخضراوات والفواكه وخصوصاً التي كانت تتم زراعتها في ريف حلب الشرقي.
وبسبب الأوضاع المعيشية والمادية الصعبة التي يعيشها المدنيون في مدينة حلب، فقد لاحظ أغلبهم أن معظم أنواع الخضراوات قد ارتفعت أسعارها متجاوزة نسبة كبيرة، حيث وصل سعر الكيلو الواحد من البندورة إلى ثلاثمائة ليرة سورية بعدما كان سعر الكيلو الواحد لا يتجاوز المئتي ليرة سورية، بالإضافة لذلك أسعار الباذنجان والفول الأخضر إلى خمسمائة ليرة سورية للكيلو الواحد، بينما وصل سعر كيلو البطاطا إلى مئتين وخمسة وعشرين ليرة سورية بعدما كانت بسعر مئة وخمسين ليرة سورية، وقد لوحظ أن ارتفاع الأسعار جاء بعد انحسار موجة الصقيع وقلة تساقط الأمطار والذي تسبب بعدم تغذية الأراضي الزراعية.
وأما أسعار الفواكه فقد ارتفعت بنسبة كبيرة خصوصاً أن معظم المشترين هم من الطبقة ذات الدخل المرتفع والذين لا يهتمون بارتفاع الأسعار أو انخفاضها، ولكن ارتفاع أسعارها كانت غصة بالنسبة للفقراء الذين يعيشون ظروف معيشية صعبة، تجعل من معظم متطلباتهم كماليات بالرغم من أنها من الضروريات، حيث قال أحد المدنيين في حي ميسلون في حديثه “لحرية برس”: ارتفعت أسعار الخضراوات والفواكه وهذا الأمر كان له سلبيات عديدة ومنها أن ارتفاع الأسعار يكون ضد المدنيين الفقراء والذين يعيشون تحت خط الفقر وأصحاب الدخل المحدود والذين لا يستطيعون شراء كل شيء، ارتفاع الأسعار شكل صدمة خصوصاً أن بعض المرضى يحتاجون للفواكه ولكن لا يستطيعون شراءها بسبب ارتفاع أسعارها فمثلا سعر كيلو التفاح ارتفع ليصبح بسعر مئتي وخمسين ليرة سورية وهو نخب ثاني وأنواع كثيرة من الفواكه ارتفعت وأصبحت محرمة على المرضى الذين يتطلب علاجهم بعض أنواع الفواكه ولكن بعد هذا الارتفاع في الاسعار أصبحت مجرد حلم.
جاءت كل الأسباب بما فيها انخفاض تساقط الأمطار وعدم توفر أراضي زراعية كبيرة، وجعلت أسعار الخضراوات والفواكه ترتفع بشكل كبير وملحوظ، خاصة بالنسبة “لأبو العيال” الذي يعمل طوال اليوم من أجل الحصول على راتب شهري لا يتجاوز حاجز المئة دولار ولا يكفي حتى نهاية الشهر.
ويرى أغلب المدنيين الذين التقى بهم “حرية برس” بأن التدهور الحاصل في قطاع الزراعة في مدينة حلب بسبب إهمال حكومة النظام والتي تسعى لمعاقبة المدنيين في مدينة حلب وخصوصاً القاطنين في أريافها الشرقية والجنوبية والتي بقيت لمدة طويلة بيد تنظيم “داعش” ومقاتلي “جبهة النصرة” والتي استخدمت بعض الأراضي الزراعية كمقرات عسكرية ودارت أغلب عملياتها العسكرية ضد النظام وميليشياته مستخدمة الأراضي الزراعية.
عذراً التعليقات مغلقة