زياد عدوان – حلب – حرية برس:
لا يكاد يمر يوم في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في مدينة حلب دون الإعلان عن تشييع جنازات لقتلى في صفوف الميليشيات الكردية قتلوا خلال المعارك الدائرة في مدينة عفرين، فمنذ بدء العمليات العسكرية ضد ميليشيا الإدارة الذاتية في مدينة عفرين، تشهد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في مدينة حلب بشكل شبه يومي مسيرات وتشييع لقتلى معارك عفرين، ويتم الإعلان عن القتلى بشكل فردي وعلى دفعات خوفاً من ردات فعل ذوي الشبان الذين تم ارسالهم إلى مدينة عفرين خلال نهاية الشهر الماضي.
حيث قامت الإدارة الذاتية في مدينة حلب قبيل نهاية الشهر الماضي بإرسال المئات من المقاتلين بعد إغلاق الطريق العسكري والذي يصل مدينة عفرين مع الأحياء الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية في مدينة حلب، وذلك بعد الاتفاق مع نظام الأسد بالسماح للمقاتلين بالعبور إلى مدينة عفرين من أجل المشاركة في صد تقدم الجيش الحر والجيش التركي، وقد تعاونت المليشيات الكردية مع نظام الأسد بإغلاق الطرقات المؤدية إلى مدينة حلب تفاديا لهروب المدنيين خوفاً من أن تصبح المدينة فارغة وبالتالي تسهل السيطرة عليها.
ووصل عدد قتلى الأحياء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الإدارة الذاتية في مدينة حلب والذين قتلوا خلال المعارك الدائرة في مدينة عفرين إلى ستة وعشرين قتيلاً منذ بدء العملية العسكرية، وذلك أن بعض العناصر من ميليشيا وحدات حماية الشعب YPG كانوا يتلقون التدريبات في مدينة عفرين، واضطروا للبقاء فيها مجبرين للقتال ضد كتائب الثوار والجيش التركي.
وتقوم ميليشيات “الإدارة الذاتية” عبر وسائل إعلامها بالإعلان عن أعداد القتلى والجرحى الذين يسقطون في المعارك التي تخوضها وخصوصاً ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن خلال عملية غصن الزيتون التي تقودها أنقرة ضد مقاتلي الميليشيات الكردية، بات الإعلان عن أعداد القتلى في النشرات الإخبارية غير ملحوظ ولا يتم الإهتمام به، وذلك بسبب ارتفاع أعداد القتلى في صفوف الميليشيات الكردية، فيما أكد مصدر خاص من مليشيا الوحدات الكردية “لحرية برس” أن مليشيا الوحدات تداركت هذا الأمر خصوصاً في معركة غصن الزيتون، حيث أصبحت تقوم بإخفاء الأرقام الحقيقية لعدد القتلى والجرحى، كما أنها تدعي أن معظم القتلى والجرحى من المدنيين ولكن الغارات الجوية التركية استهدفت في المرحلة الأولى المقرات العسكرية والثكنات محاولة تجنب استهداف المدنيين وتحييدهم عن القصف.
وأضاف المصدر “بالسابق يتم خلال نشرات الأخبار الإعلان عن سجلات القتلى في صفوف الميليشيات الكردية ولكن في معركة غصن الزيتون لم يتم الإعلان سوى عن سقوط أربعة عشر قتيلاً، طبعاً مع التكتم على أعداد الجرحى والأسرى”، وتابع المصدر “ستكون الفاتورة مرتفعة جداً في مدينة عفرين خصوصاً أن الإدارة الذاتية باتت تشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي التركي بالإضافة لسيطرتها على معظم الحدود مع تركيا وهذا الأمر شجع أنقرة على بدء العملية العسكرية وذلك بعد الحصول على ضوء أخضر وضمانات”.
وتجبر ميليشيات “الإدارة الذاتية” في مدينة حلب المدنيين للخروج في مسيرات حاشدة تضامناً مع مدينة عفرين ولكن سرعان ما تتحول المسيرة إلى تشييع للقتلى من عناصر الميليشيات الكردية الذين قتلوا في مدينة عفرين، وتتخلل مراسم التشييع إلقاء كلمات تضامنية مع مدينة عفرين، وقد لجأ مسؤولو ميليشيا الوحدات الكردية في مدينة حلب مؤخراً لتحضير الشبان والفتيات للإنضمام بشكل إجباري إلى صفوف ما أسموه المقاومة في عفرين وذلك من خلال دعوة الشبان والفتيات وكل من يستطيع حمل السلاح للمشاركة مع الميليشيات الكردية في المعارك الدائرة في مدينة عفرين.
فيما تم إقامة مراسم تشييع لبعض قتلى الميليشيات الكردية منذ يومين في مدينة حلب ولم تتجاوز فترة انضمامهم إلى صفوف الوحدات الكردية مدة شهر، وذلك بعد خروج مسيرة حاشدة شارك فيها المئات من المدنيين مجبرين بطلب من ميليشيا الإدارة الذاتية في مدينة حلب، ويذكر أن ميليشيا الإدارة الذاتية في مدينة حلب أجبرت جميع مقاتليها على الذهاب إلى مدينة عفرين من أجل التصدي لكتائب الثوار والجيش التركي.
عذراً التعليقات مغلقة