صادق خان، الذي هاجرت عائلته من باكستان، ليقود والده حافلة في شوارع لندن، لم تنل منه حملات التشهير والتشويه العنصرية، ولا محاولات الاغتيال السياسي البغيض، ومضى بثقة عالية يخوض انتخابات وهو يردد: “أنا فخور بأنني مسلم”، وأنا لندني.. أنا بريطاني.. أصولي باكستانية… أنا كل هذا، والأعظم من كل هذا، هو هذه المدينة حيث يمكن للمرء أن يكون لندنياً سواء كان بمعتقد أو بلا معتقد، ونحن لا نتقبّل بعضنا فقط، بل نحترم بعضنا ونحتضن بعضنا ونحتفي ببعضنا، هذه هي لندن العظيمة”.
ولا يمكن لأحد الحديث عن خان، كما يقدم هو نفسه، حيث كتب على موقعه الخاص، أنه رجل عادي، من أسرة بسيطة، كان يعمل في مجال حقوق الإنسان لمدة طويلة، ولا يقضي وقته كله في العمل السياسي، بل يحب الرياضة وتمضية الوقت مع العائلة، وهو مشجع عنيد لنادي ليفربول لكرة القدم.
لم تكن طريق خان نحو عمادة لندن سهلة، أو معبّدة بالورود، وكذلك لن تكون سنواته الأربع المقبلة حيث تنتظر الرجل ملفات ساخنة ومستعجلة على رأسها الإسكان في لندن، وهي أزمة تعاني منها المدينة بقسوة في الأعوام الأخيرة. وهناك مشاريع ضخمة في مجال تطوير وسائل النقل بما في ذلك تطوير شبكات قطارات الأنفاق ومستقبل مطار هيثرو الدولي. كما يواجه خان ملفات في مجال البيئة، والحد من انتشار الجريمة.
غير أن الاستحقاق الذي يقف على مسافة أسابيع من مكتب العمدة الجديد، هو الاستفتاء المزمع تنظيمه الشهر المقبل حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه، وقد تعهّد خان خلال حملته الانتخابية بالسعي إلى إبقاء بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، لئلا تخسر لندن مكانتها الأوروبية والعالمية، كعاصمة للمال والأعمال والاستثمار الحر والآمن.
صادق خان في سطور:
- وُلد صادق خان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 1970، في العاصمة البريطانية، لندن، لعائلة مسلمة من أصول باكستانية.
- حاصل على شهادة في القانون من جامعة شمال لندن.
- عمل في مجال المحاماة وتخصص في قضايا حقوق الإنسان.
- انضم إلى صفوف حزب العمال البريطاني، وفي مايو/ أيار 2005، تم انتخابه عضواً في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني.
- في يونيو/ حزيران 2007، عيّنه رئيس الوزراء السابق غوردن براون في منصب مستشار الحكومة لشؤون البرلمان.
- عمل سكرتيرا خاصا لوزير شؤون مجلس العموم سابقاً جاك سترو.
- شغل منصب وكيل وزارة الدولة لشؤون الجاليات والحكومة المحلية، من أكتوبر 2008 حتى يونيو 2009.
- عمل وزيرا للدولة لشؤون النقل، من يونيو/حزيران 2009 حتى مايو/أيار 2010.
- حمل حقيبة وزير دولة لشؤون النقل في حكومة الظل من مايو/أيار 2010 حتى أكتوبر 2010.
- شغل منصب وزير العدل في حكومة الظل، التي شكلها مليباند (8 أكتوبر 2010) بعد فوزه برئاسة حزب العمال في الانتخابات الداخلية للحزب.
- رشحه حزب العمال في سبتمبر/أيلول الماضي لمنصب عمدة لندن.
- متزوج، وله ابنتان.
المصدر: العربي الجديد
عذراً التعليقات مغلقة