جنيف (رويترز) – أطلق رؤساء ثلاث وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة مناشدة جديدة يوم الخميس للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية لرفع الحصار المفروض على اليمن قائلين إن ”آلافا لا تعد ولا تحصى من الضحايا الأبرياء بينهم كثير من الأطفال سيموتون“ ما لم تصل شحنات المساعدات.
وأغلق التحالف كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية إلى اليمن الأسبوع الماضي، بعد اعتراض صاروخ أطلق صوب العاصمة السعودية، وقال إنه يسعى لوقف تدفق الأسلحة من إيران إلى جماعة الحوثي التي يقاتلها التحالف في حرب اليمن.
وقال البيان إن هناك سبعة ملايين يمنى على شفا المجاعة بالفعل لكن إذا لم تفتح كل الموانئ فإن هذا العدد قد يزيد بواقع 3.2 مليون شخص.
وقال ديفيد بيزلي وأنتوني ليك وتيدروس أدهانوم جيبريسوس رؤساء برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية على التوالي في البيان المشترك ”تكلفة هذا الحصار تقاس بعدد الأرواح التي تُفقد“.
وأضافوا ”معا نوجه نداء عاجلا آخر للتحالف بأن يسمح بدخول مساعدات حيوية إلى اليمن استجابة لما أصبحت الآن أسوأ أزمة إنسانية في العالم“.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة يوم الخميس إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش بعث برسالة إلى السفير السعودي لدى المنظمة عبد الله المعلمي يحذر فيها من أن الحصار ”يلغي بالفعل تأثير الجهود الإنسانية“.
وأضاف للصحفيين ”يشعر الأمين العام بخيبة أمل شديدة لعدم رفع الحصار. ينتاب الأمين العام وفريقه الإنساني حزن شديد إزاء المشاهد التي نراها من اليمن“.
وقالت السعودية منذ ذلك الحين إن بالإمكان إدخال المساعدات عبر ”الموانئ المحررة“ لكن ليس عبر ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون والذي كانت تمر منه معظم واردات اليمن.
وعلى مدى شهور حذرت الأمم المتحدة من أن إغلاق ميناء الحديدة قد يساهم في تصعيد الأزمة بشكل حاد.
وقال بيان آخر للأمم المتحدة إنه حتى يوم الأربعاء تم منع 29 سفينة تحمل 300 ألف طن من الغذاء و192 ألف طن من الوقود من الدخول بينما تنتظر سفن تابعة للأمم المتحدة تحمل إمدادات صحية وغذائية و25 ألف طن من القمح للرسو في الحديدة.
وقال رؤساء الوكالات ”من دون وقود فإن حاويات تبريد اللقاحات وأنظمة إمداد المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي ستتوقف عن العمل. ومن دون غذاء ومياه آمنة فإن خطر المجاعة ينمو كل يوم“.
وذكروا أن نحو مليون طفل على الأقل مهددون بالإصابة بالدفتيريا إذا لم يتم التصدي لها وهناك خطر أيضا من تجدد تفشي الكوليرا التي تراجعت بعد أسوأ انتشار يتم تسجيله على الإطلاق والذي أصاب أكثر من 900 ألف شخص في الأشهر الستة الأخيرة.
وقال شيرين فاركي نائب ممثل يونيسيف باليمن في مقابلة هاتفية من صنعاء يوم الخميس إن عدد حالات الإصابة الجديدة بالكوليرا تراجع خلال الأسابيع الثمانية الماضية.
وأضاف أن ميناء عدن الخاضع لسيطرة الحكومة استأنف العمل بينما يعمل مطار صنعاء للرحلات التجارية لكن هذا ليس كافيا لأن ”الاحتياجات هائلة“.
وقال فاركي ”توجد أزمة وقود. تقول بعض التقديرات إن الوقود يكفي لمدة 20 يوما فقط بسبب الحصار وبسبب التحديات التي تواجه إدخال الوقود إلى البلاد“.
وذكر أن يونيسيف تساهم في توفير المياه النظيفة لستة ملايين يمني من خلال ضمان وصول الوقود إلى محطات ضخ المياه في المدن.
وأضاف ”مبعث قلقنا هو أنه في ظل نقص الوقود، يمكن أن يؤثر هذا بل ونفترض أنه قد يعكس اتجاه التراجع (في حالات الكوليرا)“.
عذراً التعليقات مغلقة