وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أنه على الرغم من الخطاب المبشر لولي العهد السعودي ورؤية 2030، يبدو الأمير محمد بن سلمان، وبشكل متزايد، أشبه بالقادة المستبدين من الجيل الماضي.
وبحسب الصحيفة، تبدو السعودية مصممة على البقاء زنزانة للذين يتطلعون إلى حرية التعبير والرأي.
وأشارت إلى أن أحدث الأدلة التي تدل على السياسة القمعية لدى السلطات السعودية هو ما يتمثل في الحملة الواسعة النطاق التي شنتها على الناشطين والمؤثرين من علماء الدين والصحفيين والكتّاب الذين زجت بهم في السجون دون أي تفسير علني يذكر.
اعتقالات بالجملة
وأشارت الصحيفة إلى بيان صادر يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري عن الجهاز الأمني الجديد للحكومة السعودية، الذي سبق أن أنشأه الملك سلمان بن عبد العزيز في يوليو/تموز الماضي.
وقالت إن هذا البيان أشار بشكل غامض إلى أن هذه الاعتقالات جاءت بسبب أن “جهات أجنبية” كانت تحاول الإساءة إلى أمن المملكة ومصالحها ومنهجها وقدراتها والسلام الاجتماعي لديها، وذلك من أجل إثارة الفتنة والإضرار بالوحدة الوطنية في البلاد، وأنه جرى تحييدها.
وأضافت الصحيفة أن هذه اللغة الغامضة في البيان تخفي حقيقة أن العديد من المعتقلين كانوا صريحين نسبيا عبر شبكة الإنترنت، وأنهم لم يكونوا عملاء سريين يتآمرون ضد المملكة.
وأشارت إلى أن المعتقلين بالعشرات، وأن عددا منهم هم من مشايخ الدين المعروفين الذين يحظون بأتباع كثيرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مثل سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري وغيرهم.
وأشارت إلى أنه سبق لهم أن انتقدوا الحكومة السعودية، لكنهم ظلوا هادئين في الآونة الأخيرة، أو أنهم لم يقوموا بدعم السياسات السعودية على العلن بما فيها حصارها لدولة قطر.
حصار قطر
وأضافت أن حملة الاعتقالات الأخيرة قد تعكس الغضب والعصبية السعودية إزاء أي ملامح تدل على عدم الرضا داخل المملكة بسبب حصارها لقطر.
وأشارت إلى أن بعض التقارير تقول إنه تم اعتقال هؤلاء لأنهم لم يتحدثوا بصوت عال لدعم السياسات الرسمية التي تتبعها السلطات السعودية.
وقالت إن قادة السعودية ومؤسستها الدينية المحافظة يتجولون في حقبة سابقة من قرون غابرة، وإلا فكيف بهم يفسرون استمرار اعتقال المدون السعودي رائف بدوي الذي اعتقلته السلطات السعودية منذ 2012 وحكمت عليه بالسجن عشر سنوات وبجلده ألف جلدة -تم جلده خمسين منها لحد الآن- وكل ذنبه أنه أنشأ موقعا على الإنترنت لمجرد التعبير عن الرأي.
كما تساءلت الصحيفة كيف تفسر لنا السلطات السعودية دعوتها الأخيرة للسكان لاستخدام تطبيق مجاني عبر الهاتف للإبلاغ عن أي شخص قد يعتبر مخربا؟ وأضافت أن هذه ربما تكون طريقة ستالين في استخدام تويتر.
وتختم صحيفة واشنطن بوست بالقول إنه من السهل وضع مخططات الإصلاح، كما فعل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلا أن بناء مجتمع حديث وصحي أصعب بكثير.
عذراً التعليقات مغلقة