كشفت صحيفة الاندبندنت عن منح الاتحاد الدولي للسيارات مبلغ 150 ألف يورو من الأموال الواردة من “الفورمولا ون” إلى اتحاد السيارات السوري والذي له صلات وثيقة بنظام الأسد.
وبحسب الصحيفة فقد منح الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) ما يصل إلى 50 ألف يورو أي نحو 45،828 جنيه إسترليني سنوياً منذ عام 2014 إلى نادي السيارات السوري كجزء من برنامجه للمنح الرياضية.
ومنح FIA جميع الأعضاء البالغ عددهم 245 عضواً، الأموال التي تم الحصول عليها مباشرة من شركة F1 بهدف تحسين السباقات الشعبية.
وقد ساعدت هذه الأموال في تمويل سباقات السيارات في سوريا على مدى السنوات الثلاث الماضية، في الوقت الذي كشف فيه تحقيقاً أجرته وكالة ” ITV News” أن العديد من هذه الأحداث برعاية نظام الأسد.
كما أن وزير السياحة في نظام الأسد “بشير يازيجي” استغل هذه الأحداث لإشادة نظام الأسد علانية، والذي وضع على قائمة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي، وتم تجميد أصوله الأوروبية لأنه “يتقاسم المسؤولية عن القمع العنيف الذي يمارسه النظام ضد السكان المدنيين”.
وقد تم منح هذه الأموال من قبل FIA إلى SAC لأسباب مختلفة على مدى ثلاث سنوات، كما كشف المراسل المستقل “كريستيان سيلت” في عام 2014، أن المبلغ المتبرع به هو لإصلاح وطلاء وحدة إسعاف لحضور أحداث السيارات، وكذلك تدريب 6 موظفين طبيين لذلك، ومع منحة 2015 لشراء معدات للسائقين في السباقات مثل الخوذ وثياب وأحزمة الأمان “لتشجيع المزيد من السائقين للمشاركة في سباق آمن”.
واستخدمت آخر منحة من FIA في “شراء معدات التوقيت وعربات السيارات وتدريب موظفين لهذا الشأن وإعادة إطلاق سباقات الكارتينغ”.
وعلى إثر ذلك دعات نائب رئيس جمعية أصدقاء سوريا “أليسون ماكغفرن” الحكومة البريطانية إلى التحقيق في المسألة من خلال لجنة الثقافة والإعلام والرياضة منتخبة أو من خلال البرلمان.
قالت السيدة ماكغفرن “سوريا بلد حدث فيه انتهاكات فظيعة لحقوق الناس، وأهمها حقهم في الحياة. حيث استخدمت المجاعة كسلاح في الحرب “، “إنها ليست المكان الذي كنت أعتقد أنها يجب أن تستضيف الأحداث الرياضية، مضيفةً بأنه تم وضع هذا المال في بلد مزقته الحرب والصراع منذ عام 2011 وشاهدناه جميعاً على شاشات التلفاز.
وأوضحت “لا أستطيع أن أتخيل كيف يمكن لأي شخص اتخاذ قرار لوضع المال للأنشطة الرياضية من أي نوع” في سوريا.
وتابعت “شخصياً أود أن يجري تحقيق في هذا الأمر سواء كان ذلك لبريطانيا من خلال لجنة الثقافة والإعلام والرياضة المختارة وفي البرلمان أو من خلال وسائل أخرى”، مطالبة البرلمان والحكومة بإلقاء “نظرة جادة جداً على هذه المسألة”.
وأضافت “أنهم سيضطرون إلى شرح ما حدث هنا وفيما إذا كانوا قد تجاوزوا العقوبات، فإن ذلك بعد مسألة خطيرة جداً، وإنني أتوقع منهم أن يتراجعوا ويعملوا بجدية للتأكد من عدم حدوث هذا مرة أخرى”.
ولم تكشف FIA عن مقدار الأموال التي أعطيت للجنة الاستشارية، على الرغم من أن الحد الأقصى المسموح به هو 50 ألف يورو لكل منحة. ولا يوجد أي دليل على أن المنح غير شرعية أو غير سليمة، ولا تخضع كل من SAC ورئيسها “وليد شعبان” لأي عقوبات.
كما أعربت FIA عن أملها في استخدام اللجنة لمساعدة “التنمية والسلام” في سوريا.
وقال متحدث باسم الاتحاد إن “جميع المنح المقدمة من وكالة FIA تتماشى مع دور الاتحاد الدولي للرياضة في تعزيز السلام من خلال الرياضة وتتبع مشورة مكتب الأمم المتحدة للرياضة من أجل التنمية والسلام”.
وأضاف “ويهدف الاتحاد إلى تعزيز قيم العمل الجماعي والإنصاف والانضباط واحترام الخصم التي يمكن تسخيرها في تعزيز التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي”.
وأوضح “لقد عمل نادي السيارات السوري بجد للحفاظ على رياضة السيارات في هذا البلد الذي مزقته الحرب، ونحن نتطلع إلى رؤية رياضة السيارات في المنطقة تساعد على التنمية والسلام من خلال الرياضة”.
عذراً التعليقات مغلقة