مرام محمود
قبل الثورة لم يكن الكثيرون يعرفون داريا، لكنها صارت بعد تضحياتها وصمودها في الحصار الطويل أشهر من نار على علم.
تعتبر داريا واحدة من الحواضر العريقة في سوريا، حيث تقع بالقرب من دمشق في الجهة الغربية منها، وتبعد عن العاصمة َنحو 8 كيلومترات، وهي قريبة جداً من حي المزة الدمشقي ومدينة معضمية الشام، وتُعد أكبر مدن الغوطة الغربية، وتعني (دارَيَّا) في اللغة: المسكن والمأوى.
تعتبر المدينة صاحبة الرقم القياسي في مدة الحصار خلال الثورة، هذا الحصار المستمر حتى الآن جاء عقاباً لها ولأهلها على كونهم من أوائل المشاركين بثورة الحرية والكرامة وكان للمدينة نصيبها من القصف والدمار وأعداد لا تحصى من الشهداء.
داريا المدينة المشعة بجمالها تعاني منذ أربع سنوات من حصار تفرضه قوات الأسد وميليشياته الطائفية محاولين بأشد السبل كسر عزيمة أهلها وصمودهم إلا أن جميع محاولاتهم من قصف مرعب وشبه يومي وانقطاع كافة أنواع الخدمات الانسانية من ماء كهرباء والمواد الغذائية والطبية، باءت بالفشل.
ومؤخراً .. وعلى إيقاع تحركات دولية حول القضية السورية بدأ عند منتصف الليل من يوم 27 شباط 2016 سريان هدنة توقف على أثرها إطلاق النار “وقف جميع أعمال العنف”، كما اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا، وذلك بحسب بيان مشترك.
ولكن، ورغم مرور أكثر من 44 يوماً على الهدنة المزعومة التي لاتخلو من خروقات عديدة، فإن مدينة داريا لم تدخل أحياءها أي مساعدات إنسانية لا الغذائية منها و لا الدوائية، ما دفع الأهالي لتنظيم العديد من الوقفات الإحتجاجية التي نظمتها فعاليات نسائية بمشاركة الأطفال في محاولة منهم لإيصال أصواتهم لمن يعنيهم الأمر لتقديم مايلزم لمساعدتهم قبل أن يفتك الجوع بما تبقى من أجسادهم، وكسر الحصار الخانق المفروض عليهم من قبل نظام الأسد وحلفائه.
عذراً التعليقات مغلقة