أمجد الساري – حرية برس:
يعاني آلاف المدنيين النازحين من محافظتي الرقة ودير الزور من ظروف إنسانية صعبة للغاية داخل مخيم “السد” الذي يقع ضمن مناطق نفوذ وحدات حماية الشعب الكردية في قرية “قانا” التابعة لناحية العريشة جنوبي مدينة الحسكة.
فقد توفي يوم الأحد الطفل ” ساهر محمد العلاوي الجابر ”الذي يبلغ من العمر 7 أشهر من أبناء مدينة العشارة في المخيم، بسبب نقص الرعاية الصحية والجفاف، مع العلم أن أهل الطفل طلبوا من المليشيات الكردية الخروج لعلاج الطفل ولكنهم طلبهم قوبل بالرفض بحسب ما أفادت به شبكة “فرات بوست”
فالمخيم الذي يقطنه الآن أكثر من 1200 عائلة نازحة من محافظتي الرقة وديرالزور يدار الآن من قبل “الإدارة الذاتية” التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية برعاية منظمات دولية من بينها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ويحتوي المخيم على 750 خيمة أي أقل من عدد النازحين داخل المخيم، مما ساهم في زيادة معاناة المدنيين النازحين بسبب قلة عدد الخيام الموجودة وبقاء الكثير من العائلات دون خيام .
حمود السلطان أحد النازحين من مدينة البوكمال روى لحرية برس معاناته داخل المخيم قائلاً: خرجت مع عائلتي من مدينة البوكمال التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش هرباً من بطش التنظيم وهيمنته، حيث تمكنا من الخروج إلى خارج مناطق سيطرة داعش وبعد وصولنا لمنطقة الصالحية الواقعة قرب مدينة ديرالزور، مشينا لعدة كيلومترات لنجد في طريقنا حاجزاً للمليشيات الكردية، حيث قاموا باعتقالنا ومصادرة وثائقنا الشخصية وزجنا في هذا المخيم
وأضاف السلطان: بعد أن أدخلونا المخيم لم يعد بإمكاننا الخروج لأنهم قاموا بمصادرة كافة وثائقنا الشخصية، ونحن الآن بمكان أشبه بالمعتقلات والوضع سيئ للغاية ولا يوجد ماء إلا القليل وليست صالحة للشرب بالإضافة لقلة المواد الغذائية والطبية.
وتابع السلطان : طلبت منا إحدى شبكات التهريب المرتبطة بإدارة المخيم مبالغ مالية هائلة لتهريبنا خارج المخيم، حيث طلبوا 1000 دولار على الشخص الواحد ونحن عائلة كبيرة ولا نمتلك مثل هكذا مبلغ.
وختم السلطان حديثه بنداء استغاثة للمنظمات الانسانية والأمم المتحدة ” أرجوكم ساعدونا نحن هربنا من الموت وهربنا من الظلم لنجد الموت والظلم أمامنا فأطفالنا يموتون أمام أعيننا ولا نستطيع أن نفعل لهم شيئاً فأرجوكم ساعدونا “.
يذكر أن ناشطين سوريين من محافظات دير الزور والرقة والحسكة أطلقوا قبل أيام حملةً بعنوان “مخيّمات الموت” وذلك في محاولةٍ منهم لتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون في المخيمات التي تم إنشائها حديثاً جرّاء الحرب الدائرة في المنطقة.
عذراً التعليقات مغلقة