قال الباحث السياسي البريطاني، كيلي أورتون، إن حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا يحمل نفس إيدولوجيا حزب العمال الكوردستاني ويتلقى الأوامر من قياداتها.
جاء ذلك في تقرير له بعنوان ” المحاربون الأجانب المنسيون: حزب العمال الكوردستاني في سوريا”، صدر عن جمعية “هنري جاكسون” للأبحاث الأمنية والسياسات الخارجية، ومقرها لندن.
وأشار أورتون إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي يحمل نفس إيدولوجيا حزب العمال الكوردستاني ويتلقى الأوامر من قياداتها.
ولفت التقرير إلى “ظهور حزب العمال الكوردستاني في تركيا خلال ثمانينات القرن الماضي، وإيجاد موطئ قدم لها ضمن سوريا في عهد رئيسها الراحل حافظ الأسد، الذي قدم مختلف أنواع الدعم لهذه المنظمة”.
وأشار التقرير إلى أن “عناصر المنظمة كانوا يتلقون تدريبات في معسكرات إرهابية بوادي البقاع اللبناني، باشراف نظام الأسد والاتحاد السوفييتي، بالتعاون مع وكلاء فلسطينيين”.
كما أوضح أن حزب الكوردستاني شكل حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب في سوريا، وحزب الحل الديمقراطي الكوردستاني في العراق، وحزب الحياة الحرة الكوردستاني في إيران، وكلها تعد جزءا مما يعرف بحركة المجتمع الديمقراطي المظلة الجامعة لحزب العمال الكوردستاني وامتدادتها.
ولفت إلى أن “تلك التنظيمات لا تعد مجرد منظمات مرتبطة بحزب العمال الكوردستاني أو متفرعة عنها، بل كلها جزء من منظومة واحدة، تتقاسم الإيدولوجية نفسها، وتتلقى الأوامر من زعيم حزب العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان ومساعديه المتمركزين في معقل المنظمة بجبال قنديل المحاذية للحدود العراقية – الإيرانية والتي تبعد أقصى شمالها عن تركيا بنحو 90 كم”.
وأوضح أورتون أن “حزب الاتحاد الديمقراطي واصل علاقاته المستندة إلى التفاهم مع نظام الأسد، عقب اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، عام 2011”.
وبين أن حزب الاتحاد الدميقراطي قمع بوحشية نشطاء كورد، وكافة التشكيلات السياسية الكوردية الأخرى، بما فيها التي على علاقة مع أربيل، وشكل نظاما استبداديا يستند إلى “دولة الأسد” إلى حد كبير.
وأفاد الباحث أن حزب الاتحاد الديمقراطي بدأ بتلقي دعم من الولايات المتحدة الأمريكية، لاستعادة مدينة عين العرب (كوباني) ذات الغالبية الكوردية بريف حلب، عام 2014.
وأشار التقرير إلى انضمام مقاتلين عديدين لصفوف وحدات حماية الشعب من خارج المناطق الكوردية.
وكشف مقتل 29 من أصل مئات المقاتلين الأجانب في صفوف وحدات حماية الشعب، بينهم 10 أمريكيين، و4 من كل من بريطانيا وألمانيا، و3 استراليين وكنديين، والبقية يحملون جنسيات إيران، والبرتغال وروسيا وسلوفينيا، والسويد.
ولفت إلى أن التحالف الدولي، استمر في دعم وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي بالاسناد الجوي، والأسلحة، والمال، والمعلومات الاستخباراتية، لطرد داعش الإرهابي حتى من المناطق التي يقطنها العرب، بشكل يسهم في تمدد دويلة الحزب بسرعة.
وأوضح أن “الأجانب في صفوف وحدات حماية الشعب، هم في الغالب من الشباب والعسكريين والطلاب، وليسوا كورداً، ولا ينتمون لحزب العمال الكوردستاني”.
وقال الباحث إن “بين المقاتلين الأجانب من لا يعرف سوى الوجه الإعلامي لوحدات حماية الشعب الذي يجري الترويج له في الغرب”.
وشدد على وجود مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الحكومات الغربية للحيلولة دون التحاق مواطنيها بـالتنظيم، وإعادة دمج العائدين منهم في المجتمع.
ولفت أورتون إلى أن “الحكومات التي تسمح لرعاياها بالانضمام في صفوف وحدات حماية الشعب متورطة في مخاطر من قبيل المساهمة في العمليات والجرائم الإرهابية لحزب العمال الكوردستاني، والسماح بتلقي عناصر الجماعات الإرهابية اليسارية في أوروبا، تدريبا على الإرهاب في المدن، على يد كوادر العمال الكوردستاني.
عذراً التعليقات مغلقة