سليم قباني – حرية برس:
في خطوة توقعها الشارع الثوري السوري غداة الحرب التي شنتها “هيئة تحرير الشام” على حركة أحرار الشام، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انشقاقها عن هيئة تحرير الشام اليوم الخميس معللة خطوتها هذه بتجاوزات ارتكبتها الهيئات القيادية في الهيئة وصفتها الحركة “بالبغي”.
وقالت حركة الزنكي في بيان لها اليوم الخميس إن “حركة نور الدين الزنكي كانت سباقة لمشاريع الاندماج والتوحد في الثورة السورية، وإنها لم تلق بالاً لما ,صفتها بالأصوات “الشاذة” في الداخل والخارج التي نادت بمنع ذلك الاندماج، “وكان كل ذلك في سبيل وحدة الصف وإيجاد كيان جامع لأهل السنة في الشام كي يحكم شرع الله”، وفق ما افاد به بيان الزنكي.
وعللت الحركة انشقاقها عن الهيئة بـ “عدم تحكيم الشريعة”، وأوردت الحركة أمثلة على ذلك من قبيل: “تجاوز لجنة الفتوى في الهيئة وإصدار بيان عن المجلس الشرعي دون علم أغلب أعضائه، وعدم قبول المبادرة التي أطلقها العلماء يوم أمس، وتجاوز مجلس شورى الهيئة وأخذ قرار بقتال أحرار الشام علماً ان تشكيل الهيئة بني على أساس عدم البغي على الفصائل.
وعاهدت حركة نور الدين الزنكي في نهاية بيانها الشعب السوري الثائر على المضي قدماً نحو تحقيق أهدافه المتمثلة في إسقاط النظام المجرم و “تحكيم شرع الله على الأراضي السورية”.
وفي سياق متصل ردت هيئة تحرير الشام في بيان لها اليوم على المبادرة التي طرحها عدد من الشرعيين لوقف الاقتتال بينها وبين احرار الشام، وقالت الهيئة إن هذه المبادرات لم تعد تصمد أمام شدة التحدي الذي تعيشه الساحة اليوم والذي لا يمكن مواجهته “نحن متفرقين مشرذمين”، في إشارة منها لرفض المبادرة بشكل نهائي.
وأكدت الهيئة انها لم تبدأ بقتال أحد وما كان تحركها “إلا لرد بغي وعدوان صبروا عليه كثيراً وسعوا لدفعه مرات عديدة بالصلح والاتفاقات إلا انه ما زال يتكرر ويزداد”.
وأضافت الهيئة ان المبادرة الحقيقية هي التي تكون بإنهاء حالة التشرذم والفرقة وأنها تطرح مشروعاً واقعياً للإدارة الذاتية للمناطق المحررة وان هذه الإدارة “تملك قرار السلم و الحرب وتتخذ القرارات المصيرية للثورة السورية على مستوى الساحة بعيداً عن التغلب السياسي ومراهنات المؤتمرات وتلاعب القوى الدولية من جهة، وبعيداً عن الاقتتال والاحتراب الذي لا يصب إلا في مصلحة النظام المجرم وأعوانه من جهة أخرى”، وفق ما جاء في بيان الهيئة.
وختمت الهيئة بيانها بالتأكيد أن “أي حل يطرح دون ما سبق ذكره ما هو إلا كرماد تحته جمر تؤججه التنافسات المشارعية والتصارعات المصلحية ويكون الشعب السوري الخاسر الأول فيه”. مؤكدة استعدادها للموافقة على أي “مشروع سني يوحد المحرر ويمثل بقيادة سياسية عسكرية خدمية موحدة”.
وفي التطورات الميدانية أفاد مراسل “حرية برس” في إدلب بتصاعد وتيرة الاشتباكات بين أحرار الشام وعناصر الجولاني الذين أحرزوا مزيداً من السيطرة على مواقع الأحرار على الحدود التركية وباتوا على مسافة قريبة من معبر باب الهوى الذي تسيطر عليه حركة أحرار الشام.
وفي سراقب انتفض أهالي المدينة في وجه عناصر هيئة تحرير الشام الذين اقتحموا المدينة أمس، وخرج مئات المدنيين في مظاهرة جابت شوارع المدينة وأجبروا عناصر الجولاني على إخلاء عدة مبان كانوا يتمركزون فيها في ظل تمركز عدد من قناصة هيئة تحرير الشام على أسطح المباني العالية.
ورغم إطلاق عناصر الجولاني النار بكثافة لتفريق المتظاهرين إلا أن جموع المدنيين أجبرت عناصر الهيئة على إخلاء مبنى المحكمة الشرعية.
عذراً التعليقات مغلقة