لجين المليحان – درعا – حرية برس:
بعد نحو أسبوعين من الحملة العسكرية الشرسة التي شنتها قوات الأسد والمليشيات الشيعية بغطاء جوي من طيران الأسد وبوتين، استعاد الثوار في درعا زمام المبادرة مرة أخرى، وتمكنوا بعد هجوم معاكس من استعادة السيطرة على النقاط التي تقدمت إليها قوات الأسد في الأيام الماضية، مثل كتيبة الدفاع الجوي وتلة الثعيلية غربي مدينة درعا، والتي كانت تهدف قوات الأسد من خلالها إلى إنجاز العديد من الاهداف في مقدمتها الوصول إلى الحدود الأردنية.
كما استطاع الثوار إفشال مخطط قوات الأسد في الفصل بين ريفي درعا الغربي والشمالي الغربي عن الريفين الشرقي والشمالي الشرقي.
عمليات “البنيان المرصوص” خطوة خطوة
بعد الإنجاز الكبير بمعركة المنشية، والتي استطاعت فيها فصائل غرفة عمليات “البنيان المرصوص” تحرير معظم نقاط حي المنشية وسحق أبرز القادة العسكريين من قوات الأسد وميليشيات حسن نصر الله، وتكبيدهم خسائر في العتاد، يجهز الثوار للانتقال لمعركة حي سجنة، بحسب ما حصلت عليه مراسل “حرية برس” في درعا من معلومات عن خطط قيادة غرفة البنيان المرصوص، حيث يسعى الثوار لتنظيم قواهم واستكمال التعزيزات على نقاط الاشتباكات على جبهات المنشية ومخيم درعا ومن اللافت أن الوضع الميداني لم يطرأ عليه تغييرات ملحوظة إثر تراجع قوات الأسد وعناصر ميليشيات حزب الله إلى مواقعهم التي انطلقوا منها، وبدا أنهم يقومون فقط بإحصاء خسائرهم وعدد قتلاهم.
وقد تمكن الثوار في الحملة الأخيرة على درعا من القضاء على معظم قيادات الوحدات العسكرية المهاجمة في المعارك التي دارت على جميع الجبهات، فضلأ عن عشرات القتلى في صفوف قوات الأسد وحزب الله، بالإضافة إلى قتلى من الميلشيات الأجنبية.
تزعم حزب الله لمعارك درعا
كشف مصادر عسكرية في فصائل الثوار لمراسلنا أن حزب الله والفرقة الرابعة يقاتلان على جبهة مخيم درعا والأفرع الأمنية في حين تقود الفرقة الخامسة والفرقة 15 التابعتان للفيلق الأول، القتال على جبهة كتيبة الصواريخ.
ومن اللافت أن ميليشيا حزب الله تقود العملية الأخيرة على الأرض وتقوم بالتخطيط أيضاً، وتعامل الثوار مع هذه الحملة الشرسة بالثبات والصمود والتصدي واستهداف مواقع لقوات الأسد.
ومن المرجح أن النظام يهدف من هذه الحملة الشرسة العنيفة إلى استرداد الثقة التي خسرها بحي المنشية وإحراز نصر واضح للتعويض عن الخسائر التي تكبدها بالعتاد والأرواح واستعادة السيطرة على الطريق الحربي.
فشل هدنة النظام بضمانة دولية
تعتبر المعركة التي يخوضها الثوار في مدينة درعا حالياً كعركة دفاعية بامتياز، تهدف بالدرجة الاولى إلى صد هجمات قوات الأسد والمليشيات الإيرانية وحليفتها روسيا، ولذلك عملت فصائل البنيان المرصوص وفق استراتيجية التصدي لأي محاولة تقدم أو خرق من قبل قوات الأسد والميليشيات الطائفية المساندة له.
وبغية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين يحاول الثوار منع اسباب الهجمات الانتقامية، ولذلك حينما تتوقف قوات الأسد عن الاستهداف والقصف والتقدم باتجاه المناطق المحررة، يتوقف الثوار عن استهداف قوات الأسد، مع الاشارة إلى أن الثوار لم يتفاوضوا مع قوات الأسد بشأن الهدنة التي سبق وأعلن عنها نظام الاسد وإنما أوقفت عمليات القتال من جانبه لمدة 48 ساعة.
ويُذكر أن غرفة عمليات البنيان المرصوص تختص بإدارة المعارك على جبهة مدينة درعا، بينما تتولى غرفة عمليات “رص الصفوف” جبهة بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، و يتم التنسيق بين الغرفتين بالنسبة للأعمال العسكرية والترتيب لها.
كما أن مجموعات من غرفة عمليات البنيان المرصوص بتنسيق مع غرفة عمليات رص الصفوف، تمكنت من مداهمة مقرات تابعة للفرقة الرابعة على خط الاشتباكات شرقي مخيم درعا، ومع فرار هذه الميليشيات تم حصار مجموعة كاملة من الفرقة الرابعة وتم قتلهم جميعاً في المنطقة.
ومن جهة أخرى يبدو أن معركة “الموت ولا المذلة” وتطور أحداثها دخلت ضمن تفاهمات سياسية دولية، وهو ما يثير قلق قادة الثوار حيث أن التجارب السابقة تؤكد أن الجهات الدولية كانت دائماً تغض الطرف عن محاسبة المسؤولين عن خرق اتفاقات التهدئة المزعومة ضمن ما يسمى اتفاق “مناطق خفض التصعيد”، الذي وقعت عليه كل من إيران وروسيا وتركيا في الاستانة والمفترض أنها الضامنة لمراقبة الاتفاق وتنفيذه، في الوقت الذي تتحمل فيه كل من ايران وروسيا مسؤولية خرق هذا الاتفاق.
ويُشار إلى أن اتفاق الأستانة في خفض التصعيد بضمانة روسية إيرانية تركية يشمل مدينة درعا، وهو يفضي لوقف إطلاق النار، الأمر الذي لم تلتزم به قوات الأسد و الميليشيات المسانده لها.
مجازر بحق المدنيين ارتكبها النظام بعد فشله على جبهات درعا
في إطار ردودها الانتقامية.. قامت قوات الأسد والمليشات المساندة لها بارتكاب مجزرة مروعة بريف درعا الغربي مساء يوم الثلاثاء، حيث استهدفت مدينة الحارة بالمدفعية الثقيلة، مما أسفر عن استشهاد 6 مدنيين معظمهم من الأطفال، كما ذكرت مصادر من الدفاع المدني أن أغلب المصابين بحالة حرجة، فضلاً عن الدمار الذي خلفه القصف في بيوت الأهالي.
كما استشهدت سيدتان إثر قصف مشابه للميليشيات الأجنبية طال الأحياء السكنية في بلدة العجمي بريف درعا الغربي، واستشهد مدني إثر شن مقاتلات حربية روسية عدة غارات على بلدة أم المياذن في ريف درعا الشرقي.
وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها الثوار في مدينة درعا وريفها (أحياء درعا البلد وبلدات داعل وطفس والمزيريب وداعل ومنطقة اللجاة) لهجوم شرس من قبل قوات الأسد منذ أكثر من أسبوعين، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي من قبل قوات الأسد والمليشيات الأجنبية بغطاء جوي روسي.
عذراً التعليقات مغلقة