عواصم – حرية برس
تراوح أزمة قطع دول خليجية علاقاتها مع قطر في مكانها حتى، وسط تحركات دبلوماسية عربية ودولية لاحتواء الأزمة التي بدأت قبل أسبوع بعد قرار السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر قطع علاقاتها مع الدوحة وفرضها حصاراً بريا وجويا وبحريا.
وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل لصحيفة لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه زونتاغ تسايتونغ” الألمانية إن ثمة خطرا من أن يقود الخلاف الخليجي مع قطر “إلى حرب”، مشيرا إلى ما وصفها فظاظة “شديدة” في العلاقات بين دول في منطقة الخليج. لكنه استدرك بوجود فرصة لنزع فتيل التوتر.
وقال غابرييل إن المحادثات التي أجراها في الأيام الماضية مع نظرائه من السعودية وقطر وتركيا وكذلك اتصالين هاتفيين مع وزيري خارجية إيران والكويت أكدت مخاوفه. وتابع “بعد محادثاتي هذا الأسبوع أعلم مدى خطورة الموقف. لكنني أعتقد أن هناك فرص جيدة أيضا لإحراز تقدم”.
وفي اسطنبول دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت، إلى إيجاد حل للأزمة القطرية قبل نهاية شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر.
جاء ذلك خلال استقباله وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد أل خليفة، في قصر “خُبر” بإسطنبول، وفق ما ذكره وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره البحريني، أشار جاويش أوغلو إلى أن أردوغان أعرب عن حزنه العميق إزاء الأزمة الخليجية.
وقادت الكويت جهودا محلية للوساطة لكن الدول المقاطعة للدوحة كثفت الضغط أول أمس الجمعة بإدراجها عشرات الأشخاص الذين يشتبه في وجود صلات لهم بقطر إضافة إلى مؤسسات خيرية قطرية على قوائم الإرهاب.
وفي موسكو قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده مؤمنة بحل الأزمة الخليجية عن طريق الحوار وضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي، فيما عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد موسكو للمساعدة في التوصل لحل للأزمة.
ودعا الوزير القطري خلال زيارته إلى موسكو أمس السبت إلى حل الخلافات الخليجية عن طريق الحوار والمفاوضات وباحترام متبادل، وانتقد الإجراءات غير القانونية التي تم إنفاذها على قطر.
وقال إنه لا يوجد شيء تقدمه اليوم قطر قبل معرفة الاتهامات الحقيقية وراء الإجراءات التي اتخذت بحقها ولم تتخذ سابقا ضد دول عدوة.
وعبّر الوزير القطري عن استغرابه لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي بنى مواقفه على “افتراءات ومزاعم”، وانتقد اعتماد واشنطن في موقفها على معلومات من دول أخرى رغم وجود قنوات اتصال فعالة ين البلدين لتبادل المعلومات.
وفي حديث إلى قناة “روسيا اليوم” قال وزير الخارجية القطري:” قطر تريد علاقات إيجابية مع إيران، ولكن دول الخليج الأخرى تسعى إلى علاقات مماثلة مع طهران أيضا، إذا لماذا تجريمنا”؟
وقال إن “الحملة ضدنا كانت مبنية على فبركات وأسس غير صلبة”، وإن “الطرف الآخر لم يعطنا الوقت ولا الفرصة للدفاع عن أنفسنا” مضيفا أن “الطلبات والاتهامات الموجهة لنا ما زالت غير واضحة”. وأكد الوزير أن قطر ترفض أي تصعيد للأزمة مع جيرانها، وتأمل في حل جميع الخلافات بالحوار ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تواصل اتصالاتها مع كل الأطراف المعنية بالأزمة الخليجية وهي مستعدة لمد يد العون، وأوضح أن موسكو تدعم حل الخلافات على طاولة التفاوض وعن طريق الحوار القائم على الاحترام المتبادل، وأشار إلى أن خطر الإرهاب هو الأهم لدول المنطقة وهو ما يستدعي تضافر الجهود لاحتوائه.
عذراً التعليقات مغلقة