خاص- حرية برس:
ازداد الوضع الطبي في محافظة دير الزور سوءا منذ أن بسط تنظيم الدولة سيطرته على معظم المحافظة في حزيران من عام 2014، فقد انتهج سياسة ومنهجية للتضييق على عمل الأطباء وذلك بعد أن أصدر عدد من القرارات التي أدت إلى إلحاق أضرار كبيرة في القطاع الصحي في المحافظة.
حيث قام بإغلاق كافة المراكز الصحية التي تتلقى المساعدات من المنظمات الدولية، وأغلق عدد من المشافي الميدانية في المدينة بحجة تلقيها دعما من جهات خارجية، إضافة لذلك أيضا أغلق التنظيم معظم الصيدليات في الريف الشرقي بحجة مخالفات وبيع أدوية غير مرخصة من ديوان الصحة التابع للتنظيم.
يتحدث محمد “عامل في أحد المراكز الطبية في المدينة وقد غادر إلى مناطق خارج سيطرة التنظيم” عن معاناة المراكز الطبية قائلا : “كان المركز الذي أعمل به يقدم الدواء بشكل مجاني لكافة الأهالي، وكنا نتلقى مساعدات طبية من منظمات دولية، وكان المركز يقدم الكثير من الخدمات الطبية للناس، إغلاق التنظيم لمعظم المراكز الطبية والصيدليات أدى إلى حدوث نقص كبير في الأدوية واللقاحات الذي كانت متوفرة للأطفال، ما أدى إلى ظهور أمراض ك (الحصبة والسحايا والليشمانيا وجدري الماء والجرب) والتي تحتاج إلى أدوية خاصة وعناية طبية، أدى ذلك لحدوث حالة تخوف لدى الأهالي من عودة انتشار تلك الأمراض، ووثق الناشطون حالة وفاة بالريف بسبب تناول شخص أدوية عراقية المصدر أدت لوفاته”.
وأكد محمد أن نقص الأدوية في دير الزور أدى لاعتماد بعض الأهالي على الحقن القادمة من العراق.
وأضاف محمد بخصوص معاناة الكوادر البشرية الطبية من التنظيم: “مضايقات التنظيم المستمرة للكوادر الطبية أدت إلى حدوث نقص كبير بالأطباء الذين فضلوا الهجرة إلى مناطق خارج سيطرة التنظيم .
ومن جانبه صرح “عمر الخطيب” ناشط إعلامي في دير الزور ل”حرية برس” :
” التنظيم سن قوانين جديدة على كافة الأطباء الذين بقوا في المحافظة، كتحديد أجور المعاينات والعمليات الجراحية والالتزام بالدوام المجاني في المراكز التي يشرف عليها وإخضاعهم لدورات شرعية ما أدى لهجرة عدد كبير من الأطباء خارج البلاد “.
ويردف “عمر” قائلا :
لو قمنا بإحصاء بسيط لعدد الأطباء الموجودين داخل المحافظة لرأينا حجم الكارثة الإنسانية التي تمر بها محافظة ديرالزور، فهجرة الأطباء خارج المحافظة أدت إلى تدهور كبير في القطاع الصحي بالمحافظة خصوصا في المناطق الريفية النائية عن المدن والبلدات الرئيسية في المحافظة، فهنالك قرى وبلدات كثيرة في الريف الشرقي والغربي لا يوجد فيها أطباء أو نقاط طبية .
اذا الوضع الصحي في دير الزور من السيئ إلى الأسوأ، فلا أطباء ينقذون الأرواح، ولا معدات وفرق صحية تعمل على انقاذ المصابين، خصوصاً أن المحافظة تتعرض لقصف من عدة جهات، فالهجرة هي الحل الوحيد لأبناء المحافظة.
عذراً التعليقات مغلقة