أكرم المليحان – حرية برس
بينما تنشغل فصائل الجيش الحر بمحاربة قوات النظام وميليشياته على جبهة المنشية في درعا البلد، حيث أحرزت تقدماً كبيراً خلال الأيام الماضية ضمن معركة “الموت ولا المذلة”؛ كان آخرها ما قامت به اليوم غرفة عمليات البنيان المرصوص من تفجير عربة مسيرة مفخخة ضربت عدة مبانٍ تتحصن بها ميليشيات الأسد، قامت عصابات تنظيم داعش المتواجدة في حوض اليرموك غربي محافظة درعا تحت مسمى “جيش خالد بن الوليد” بشنّ هجومٍ مفاجئ على نقاط الجيش الحر هناك.
حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر و”جيش خالد” الذي شنّ هجوماً مفاجئاً على أطراف بلدتي سحم وحيط في ريف درعا الغربي، حيث تمكن الجيش المنتمي لتنظيم داعش من التقدم والسيطرة على نقاط الرباط هناك بالاضافة الى تل الجموع القريب من بلدة تسيل وسيطر عليه بعد منتصف الليل؛ ثم تابع تقدمه للسيطرة على بلدات سحم الجولان وتسيل وجلين، بينما لم يستطع اقتحام قرية حيط وسيطر على البحوث العلمية على أطراف البلدة بالاضافة إلى الشركة الليبية وبلدة جلين.
إلا أنهم لم يلبثوا طويلاً في تلك النقاط؛ فقد استطاعت فصائل الجيش الحر خلال الساعات الأخيرة تحرير بلدة حيط بشكل واغتنام دبابة وقتل أكثر من 20 عنصراً من التنظيم؛ كما تمكنوا من تحرير بلدة جلين ودحر مقاتلي “جيش خالد” خارج البلدة مع غروب شمس يوم الاثنين، وتستمر الاشتباكات على عدة جبهات مع استقدام الجيش الحر تعزيزاته التي أثمرت سريعاً بتحرير البحوث العلمية والشركة الليبية؛ فيما لايزال مقاتلي “جيش خالد” يسيطرون على بلدات تسيل وعدوان وسحم الجولان.
اللافت للنظر في هذه الهجمة الشرسة من التنظيم أنها تتزامن مع المواجهات العنيفة التي تدور بين الحر وميليشيات الأسد على جبهة المنشية؛ مما يشير إلى وجود صلة بين تنظيم داعش ونظام الأسد ويؤكد ذلك الغارات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الجيش الحر في تل الجابية بالقرب من خط الاشتباك مع داعش، مما شّكل دعماً جوياً صريحاً ضد الثوار.
الساعات القليلة لسيطرة تنظيم داعش شهدت مشاهد مروعة من إجرامه المعهود حيث نفذ التنظيم سلسلةٍ من الاعدامات الميدانية طالت مدنيين وعسكريين في بلدات سحم الجولان وتسيل وجلين أودت بحياة العديد من أعضاء المجلس المحلي لبلدة تسيل و المشفى الميداني، ولم تستثني الأطفال حيث قُتلت طفلة وفُقِدت عائلة أخرى مؤلفة من أب وزوجة وأطفالهم.
كما سادت حالات من السلب والنهب من قبل ميليشيا داعش طالت المشافي والصيدليات وكميات كبيرة من السلل الإغاثية وصل إلى 4000 سلة تم نقلها إلى بلدة الشجرة بالاضافة إلى مواد مختلفة من الطحين والغاز والسكر ووقود الديزيل.
Sorry Comments are closed