- نسرين مرعب
ذكرى 13 ت1 التي يصفها الرئيس ميشال عون بذكرى انتصار، تخبئ بين طياتها غصة، وتساؤلات، وتعارض، وملامح هزيمة، فهناك من يرى في الجنرال بطلاً، وهناك من يرى فيه هارباً لم يحفظ الأمانة، لا سيما وأنّ استسلامه ولجوئه للسفارة الفرنسية كلّفا لبنان العديد من الشهداء والمفقودين.
في ذلك اليوم أي صباح السبت 13 ت1 من العام 1990، حاصرت آليات الجيش السوري قصر بعبدا ليؤرخ بطائرات السوخوي نهاية عهد العماد ميشال عون الذي بدأ 23 أيلول 1988 بترأسه حكومة انتقالية عسكرية تمّ تشكيلها بالدقائق الأخيرة من عهد الرئيس أمين الجميل.
عقد ونصف أمضاها الجنرال ميشال عون في منفاه الفرنسي، ليعود إلى لبنان في العام 2005 بعدما استشهد رفيق الحريري وانسحب الجيش السوري، العماد الذي عاد من ثورة الأرز انقلب عليها، فالمسيحي الأخر بالثورة سمير جعجع ندّ له وكلاهما طامعاً بالرئاسة تعويضاً عن السجن وعن المنفى.
من هارب من سلطة للوصاية لصديق لها ومن محارب للميليشيات لحليف لها، ومن رافض للسلاح غير الشرعي لمدافع عنه، تبدل الجنرال ميشال عون.
حلم الرئاسة هو الذي قربه من حزب الله ومن أجندته، وهو الذي جعله يقصد الحريري في زيارات سرية، وهو من أخذ به إلى معراب.
بعبدا التي انتزع من قصرها بالقوة و ودع جدرانها المتداعية بفعل القصف السوري وحدها كانت طموحه ونصب عينيه، كان يريد الانتقام من الماضي، إعادة ما سرق منه، والدخول إليه مرفوع الرأس على بساط أحمر بعدما فارقها وحيدا تاركاً وراءه كل شي.
الرئيس ميشال عون اليوم عاد من منفاه، وبدخوله قصر بعبدا أسقط عنه كل الذكريات السوداوية، واسترد الكرسي بعد 26 عاماً.
رئاسة الجمهورية في الذاكرة العونية حق حارب الجنرال الجميع لاجله وساوم الجميع من اجله وحقق ما اراد.
في جلسة الانتخاب كان الكل منهمكاً وحده الجنرال من كان صامتاً ساكناً هادئاً، لم تستفزه كلّ المحاولات التخريبية ولا دخول التصويت مرحلته الرابعة. عيناه كانتا في مكان آخر “طريق بعبدا” أو “طريق الشعب” كما يسميه جمهوره.
عون الذي انتصر ولو بتسويات، أعاد لعبته التي فقدها، فالتقط أولى الصور وقال أولاً “وأخيراً صرت رئيس”.
26 عاماً والجنرال يراوده كابوس بعبدا القديم وحلم الرئاسة، يوم أمس نام الرئيس هانئا وصباح اليوم تفقد القصر بين 1990 و 2015، بعبدا له لست سنوات، والقصر لحاشيته.
عون الجالس على كرسي بعبدا الآن رجلٌ انهزم وادعى الانتصار.. رئيسا الحالي هو الخيار الأسوأ للشعب، والجامع لمختلف الطبقة السياسية الفاسدة.
بعد 600 يوماَ من الفراغ الرئاسي أصبح لبعبدا رئيساً، مبارك للجنرال تحقيق حلمه.. يوم أمس كان الاثنين الأسود لما تبقى من انصار ثورة الأرز، يوم أمس كان عرساً عونيا عريسه ميشال عون.
بخطوة الواثق وعلى بساط أحمر دخل الرئيس قصره، وبخطوة الرافض بدأت المعارضة تكشف هويتها لأجل الوطن.
فهل يكون العهد العوني مهدداً؟ وهل سيثبت الجنرال أنّه ليس ابن الأمس؟ خطاب القسم لم يزعج الجميع والآتي هو ما سوف يحدد أيّ لبنان سوف يتشكل للسنوات الست المقبلة.
- المصدر: موقع جنوبية
عذراً التعليقات مغلقة