حرية برس
نشرت منظمة العفو الدولية صور من الأقمار الصناعية توضح حجم الدمار في مدينة حلب، وذلك من ضمن تقرير للمنظمة في إطار إيجاد أدلة على أن قوات الأسد وحليفتها روسيا يسعون لتدمير المدينة لإفراغها من السكان.
وشددت المنظمة في تقريرها قبل اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس، أنه يجب “التدخل لإنهاء الهجمات الكارثية المتواصلة التي تستهدف السكان المدنيين في مدينة حلب الشرقية ” والتي فشل مجلس الأمن في وضع حد لها.
وتضمن التقرير شهادات لمدنيين محاصرين وصور لحجم الدمار في المنازل السكنية ” والمرافق الطبية والمدارس والأسواق والمساجد “الذي تسببت به قصف قوات الأسد وروسيا، مضيفاً إلى أن هذا “جزء من استراتيجية عسكرية متعمدة لإفراغ المدينة من سكانها والسيطرة عليها”، و مشيراً أن هناك أدلة على استخدام “الذخائر العنقودية الروسية الصنع” في الهجمات الجوية على مدينة حلب.
وقالت “لين معلوف” نائب مدير الأبحاث في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت إن “استمر العالم بالتقاعس في مواجهة المذبحة والانتهاكات الصارخة في مدينة حلب يجب أن ينتهي. ويجب على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تثبت أنها قادرة على عمل ماقد فشل فيه مجلس الأمن، مضيفةً “مصداقية الأمم المتحدة على المحك”.
وأضافت “إن حجم الدماء والدمار الذي أحدثته طائرات روسيا والأسد خلال الشهر الماضي مروع, إنهم يقصفون المدينة بشكل وحشي ويتجاهلون بشكل صارخ القواعد الأساسية للقانون الإنساني الدولي”.
وأوضحت ” ينبغي على الدول الأعضاء استخدام جلسة اليوم للمطالبة برفع الحصار وانهاء الهجمات غير القانونية، و اتخاذ تدابير ملموسة لتقديم المسؤولين عن جرائم الحرب إلى العدالة. ”
وطالبت المنظمة مجلس الأمن بعقد “جلسة طارئة بشأن الأزمة ودعم كل المبادرات في قرار الجمعية العامة لوضع حد لدوامة جرائم حرب في سوريا. وفرض عقوبات تستهدف مسؤولين سوريين وحظر شامل للأسلحة، والتي هي من التدابير التي يمكن أن تساعد أيضاً في الضغط على حكومة الأسد لوضع حد لانتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان”.
لافتةً إلى أن الصين وروسيا دائماً ما يستخدمون حق النقض في مجلس الأمن لمنع أي قرار من شأنه يعرض حكومة الأسد للمساءلة حول ما ترتكبه من انتهاكات.
وذكر تقرير المنظمة أنه وفقاً للمعهد السوري للعدالة، أنه قد كُثف القصف بشكل كبير على شرق حلب، حيث نُفذ ما لا يقل عن 600 هجمات جوية في غضون ثلاثة أسابيع” في الفترة مابين 19 أيلول/سبتمبر و 10 تشرين الأول/أكتوبر، و ” تقديرات مديرية صحة حلب أن نحو 400 مدني قتلوا في هذه الهجمات”.
كما كشفت صور الأقمار الصناعية “أنه في أسبوع واحد فقط، تضرر 90 موقعاً أو دمر مساحة تعادل تقريباً مساحة مانهاتن، مدينة نيويورك” حيث “تضرر أكثر من 110 موقعاً ما بين 18 أيلول/سبتمبر و 1 تشرين الأول/أكتوبر 2016” ضمن مساحة 65 كم.
و وثقت “منظمة العفو الدولية سلسلة من الهجمات على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية” والتي رأت أنها تهدف إلى “إفناء الحياة المدنية في مدينة حلب”، في ظل ماتشهده المدينة من تدهور في الوضع الإنساني.
وقالت معلوف: إن ” قوات الأسد تزعم أنها تهاجم الجماعات المسلحة من غير الدول ولكن الهدف الحقيقي واضح وهو إلحاق المعاناة الشديدة بالسكان المدنيين في لطردهم”.
ونقل التقرير عن الجمعية الطبية الأمريكية السورية “تعرض 14 مرفقاً صحياً لغارات جوية منذ 21 سبتمبر، ووضع العديد منهم خارج الخدمة، وما يقدمه الأطباء من جهود في ظل “تدفق أعداد كبيرة من الضحايا في حاجة إلى العلاج الطبي في حالات الطوارئ” حيث تم تسجيل 800 جريح في نقطة طبية واحدة يحتاجون إلى الرعاية في أسبوع واحد.
واستعرضت منظمة العفو الدولية صوراً “تظهر بقايا القنابل العنقودية والذخائر الصغيرة في المناطق المدنية في شرق حلب على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، واستشارت خبراء بالأسلحة الذين حددوا أنها روسية الصنع الذخائر الصغيرة AO-2.5RT أو مشابهة جدا AO-2.5RTM، جنبا إلى جنب مع بقايا القنبلة العنقودية RBK-500″، إلى جانب شهادات من ناجين من الهجمات بهذه الأسلحة.
عذراً التعليقات مغلقة