حرية برس:
يصادف اليوم الذكرى السنوية الحادية عشرة للهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي تعرض له الشعب السوري من قبل قوات الأسد، حيث استخدم النظام الغازات السامة (غاز السارين) في استهداف المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، ما أسفر عن مايزيد عن مئات الشهداء بينهم نساء وأطفال.
ويعد هذا الهجوم هو الأكبر من حيث عدد الشهداء والذي وقع في 21 آب/ أغسطس عام 2013 ، حيث استهدفت قوات الأسد كلاً من: زملكا، عين ترما، المنطقة الواقعة بين زملكا وحزة، ومعضمية الشام، الذي نجم عنه مجزرة كبيرة راح ضحيتها ما لايقل عن 1043 شهيداً (بالأسماء) في الغوطتين الشرقية والغربية منهم 969 مدنياً، بينهم 297 سيدة و127 طفلاً.
وكان مجلس الأمن قد اتخذ قراراً على إثر هذه المجزرة في العام 2013، لإلزام نظام الأسد بتدمير الأسلحة الكيميائية، إلا أن نظام الأسد نفذ بعد هذا الهجوم نحو 214 هجوماً بالأسلحة الكيماوية، أحدها استهدف مدينة خان شيخون في محافظة إدلب، وهو ثاني أكبر هجوم عقب الهجوم على الغوطتين، حيث سجل مكتب التوثيق في تجمع ثوار سوريا استشهاد نحو 92 شخصاً اختناقاً بينهم 33 طفلاً و 21 سيدة.
وقد تسببت الهجمات بالأسلحة الكيماوية على مدار سنوات في سوريا بوقوع 17 مجزرة توزعت وفقاً للسنوات كالتالي:
مجزرتان في عام 2012، 6 مجازر في عام 2013، مجزرتان في عام 2014، 4 مجازر في عام 2015، مجزرتان في عام 2016، مجزرة في عام 2017، ومجزرة في عام 2018.
وذهب ضحية هذه الهجمات 1430 شهيداً منهم 1335 مدنياً، 364 سيدة و221 طفلاً، حيث قضى 1421 شهيداً بهجمات نفذتها قوات الأسد، و9 شهداء بهجمات نفذها تنظيم “داعش”.
وذلك وفق إحصائيات صادرة عن مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع ثوار سوريا، حيث تم رصد 222 هجوماً في مناطق عدة خارجة عن سيطرة قوات الأسد، 217 هجوماً بالغازات السامة نفذها نظام الأسد، و5 هجمات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في أماكن سيطرة فصائل المعارضة في ريف حلب.
دول تستذكر المجزرة دون اتخاذ إجراءات حازمة لمحاسبة نظام الأسد
واستذكرت الولايات المتحدة الأمريكية الهجوم الكيماوي الذي شنه نظام الأسد على غوطة دمشق في العام 2013، مجددة تضامنها مع الشعب السوري.
وقالت السفارة الأمريكية في منشور لها على منصة “إكس” إن اليوم يصادف “الذكرى السنوية للهجوم الكيميائي المروع على الغوطة عام 2013 والذي أودى بحياة أكثر من 1400 شخص، الكثير منهم من الأطفال”.
وأكدت على تضامنها مع السوريين “في سعيهم لتحقيق العدالة والمساءلة والسلام الدائم”.
من جانبه، أكد المبعوث الألماني “ستيفان شنيك” أن حكومة نظام الأسد لا زال يمتلك أسلحة كيمائية ولم يدمرها، حيث لم يصفح عن كل ما يمتلك منها.
وقال شنيك في منشور له على “إكس” إنه “في مثل هذا اليوم من 2013، استخدمت حكومة الأسد السارين في الغوطة، مما أدى لمقتل المئات”.
وأضاف أن ردود الفعل الدولية أجبر نظام الأسد على الانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية إلى أنه لم “يتعاون ولم يعلن عن كل أسلحته ومنشآته ولم يدمرها”، داعياً النظام للتعاون “الكامل “الكامل مع المنظمة كخطوة نحو توفير المساءلة والظروف للمصالحة.”
يذكر أن المجتمع الدولي اكتفى بإجبار نظام الأسـد على توقيع معاهدة لحظر استخدام الأسلحة الكيمـاوية في أكتوبر/تشـرين الأول 2013، إلا أنه لم يتخذ أي إجراءات أخرى رغم ما توصلت إليه لجنة التحقيق الأممية من أدلة على ارتكاب النظام لتلك الجرائم.
Sorry Comments are closed