عائشة صبري – حمص – حرية برس:
أدانت الهيئة العامة لقبيلة بني خالد، اليوم السبت، مقتل نحو 75 شخصاً أثناء جمعهم ثمار الكمأة، جنوب شرق مدينة السخنة، بريف حمص الشرقي، وسط سوريا، وتفاوتت الاتهامات ما بين الميليشيات الإيرانية وتنظيم “داعش”.
وقالت في بيان وصل لـ”حرية برس” نسخة منه: “ندين بأشد العبارات المجزرة التي ارتكبتها ميليشيا لواء فاطميون التابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الضبيات بريف السخنة، أمس الجمعة، راح ضحيتها قرابة الـ75 مدنياً يعملون في جني ثمار الكمأة”.
وأشارت إلى أنَّ معظم الضحايا ينتمون لقبيلة بني خالد، إضافة إلى مجزرة مماثلة سابقة وقعت في جب مرير شرق المحطة الثالثة في البادية السورية وراح ضحيتها أكثر من 240 شخصاً يوم الخامس من الشهر الجاري.
ودعت قبيلة بني خالد أبناء المنطقة إلى توخي الحذر من غدر ميليشيات الأسد وإيران، وطالبتهم بالهجرة إلى المناطق المحررة في الشمال السوري حرصاً على حياتهم.
وطالبت عبر الهيئة الدولية للقبائل والعشائر العربية، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لأخذ دورها بمحاسبة مرتكبي المجازر في البادية السورية، ونصّبت نفسها مدعياً عاماً ضد الحج هويدي من السخنة، ورئيس فرع البادية والعقيد منتجب ومن ورائهم النظام السوري على رأسه بشار الأسد.
اتهام ميليشيات إيران
حسب مصادر محلية لـ”حرية برس”، فإنَّ مرتكب الجريمة ميليشيات تابعة لإيران، حيث أكد الكثير من أهالي الضحايا من العمور وبني خالد ذلك، مشيرين إلى قيام الميليشيات بحالات إعدام ميدانية لبعض الضحايا أمام أقربائهم.
ووصل لـ”حرية برس” تسجيلاً مصوراً يظهر تكديس ضحايا المجزرة في شاحنة والدماء تغطي أجسادهم، وغالبيتهم مقتولين بطلقات نارية بالرأس، إضافة إلى تسجيل آخر يظهر إحراق عدد من السيارات.
وفي سياق متصل، نشرت صفحة “السخنة الحدث” على فيسبوك تسجيلاً مصوراً يظهر حالة الفوضى بين المدنيين بالقرب من إحدى نقاط النظام وميليشياته شرق السخنة والتي منعتهم من الاقتراب من مكان المجزرة التي تُتَهم الميليشيات الإيرانية بارتكابها.
وتوضح الصفحة المحلية، أنَّ ميليشيا إيران الشيعية تسيطر على منطقة البادية السورية ولا ترغب بتواجد أي تجمعات مدنية فيها، لذلك تقوم بحالات قتل للسكان بدون أي حسيب من قبل النظام الذي بات لا يتحكم بشيء.
من جهتها شبكة تدمر الإخبارية، ذكرت مساء السبت، أنَّ المدنيين يخرجون لتحويش الكمأة على شكل مجموعات يتبعون لتجار السخنة المتعاملين مع فرع الأمن في تدمر، وهذا الشهر تم تسجيل أكثر من ست هجمات استهدفت المدنيين هؤلاء، مشيرة إلى أنَّ المتهم والمستفيد الوحيد من هكذا هجمات تستهدف المدنيين هو النظام وعناصره وفروعه الأمنية وتجار الحروب المتعاونين معه.
وتقول إنَّ السوق يسيطر عليه المدعوان حج هويدي السخني ومهنا السويف ويقومان بإرسال المدنيين لمناطق يسيطر عليها تنظيم داعش ويكثر فيها الألغام، حيث قتل وأصيب العشرات من المدنيين خلال الفترة الماضية أثناء حصادهم للكمأة بأكثر من هجوم للتنظيم أو من قبل ميليشيات إيران نتيجة لانفجار ألغام في بعض السيارات.
وتم توثيق إصابة امرأتين من عشيرة العمور وامرأتين من عشيرة البوادي، ومقتل أكثر من ثلاثة أشخاص أثناء جني الكمأة في منطقة دويزين بمحيط منطقة عقيربات في ريف حماه الشرقي. وفي الخامس من شباط الجاري انفجرت ألغام أرضية بسيارتين شاحنة لعمال الكمأة يملكها هويدي الحسن العلي، في منطقة المزراق غرب حليحلة في منطقة بين بادية تدمر والسخنة.
رواية نظام الأسد
أعلنت وسائل إعلام النظام الرسمية، مقل 53 مواطناً كانوا يجمعون الكمأة في اعتداء لتنظيم “داعش” جنوب شرق مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.
وذكر مدير الهيئة العامة لمستشفى تدمر الوطني د. وليد عودة لوكالة “سانا” أنَّ “جثامين 53 شهيداً وصلت إلى المستشفى، تبين بعد الكشف عليها أنَّ الوفاة ناتجة عن طلقات نارية بالرأس”، مشيراً إلى وجود خمس إصابات مختلفة نتيجة تعرضهم لشظايا في كامل أنحاء الجسم حيث أجريت لهم الإسعافات اللازمة بمشفى تدمر وتم نقلهم الى مشافي حمص.
من جهته، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، السبت، ما أسماه بـ”الجريمة الإرهابية التي ارتكبها تنظيم داعش” في ريف حمص الشرقي، وذكرت وكالة “إرنا” الإيرانية أنَّ كنعاني، شدد على ضرورة تقديم دعم دولي فعال للحكومة السورية لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، متهماً الإدارة الأمريكية باستمرار انعدام الأمن في سوريا.
أما صحيفة “الوطن” التابعة للنظام، فزعمت أنَّ القتلى هم 45 مدنياً، بينهم نساء وأطفال ما دون الخامسة عشرة، وبأنَّ ثمانية قتلى من العسكريين وعناصر الشرطة، مناقضة بذلك رواية مستشفى تدمر التي لم تُشر إلى وجود قتلى من عناصر النظام. كما لم يصدر تنظيم “داعش” بياناً يتبنى من خلاله أي عملية ضد ميليشيات الأسد أو جامعي الكمأة.
وفي وقت سابق ذكر تلفزيون سوريا، أنَّ ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بدأت بإنشاء شبكة أنفاق في بلدة السخنة (100 كم إلى الشرق من تدمر)، وذلك عقب الشروع في شبكة أنفاق تدمر. وتهدف الميليشيات من هذه الأنفاق حماية مقاتليها من أي هجمات جوية إسرائيلية، وفق المصادر التي لفتت إلى أن الميليشيات تحرص على عدم وجود أطراف أخرى قريبة من المنطقة.
عذراً التعليقات مغلقة