حرية برس – سوريا:
أعلنت منظمة الاتحاد الرياضي العام التابعة لنظام الأسد، اليوم الاثنين، طرد لاعب كرة القدم فراس الخطيب من المنظمة، بسبب ما أسمته بـ”الخروج عن المبادئ الوطنية”.
ويأتي القرار على خلفية مشاركة “الخطيب” في مباراة بين نجوم العرب ونجوم العالم بوجود المدرب الإسرائيلي أفرام غرانت، وذلك على هامش كأس العرب قطر 2021، كما احتوى تيشرت “الخطيب” على علم الكيان الصهيوني.
وتأتي مشاركة الخطيب مع عدد من النجوم العرب في المباراة، بعد رفض الثلاثي الجزائري رابح ماجر، رفيق حليش، ورفيق صايفي المشاركة بسبب “غرانت”.
وكان الخطيب أعلن عقب المباراة عدم معرفته بوجود المدرب الإسرائيلي في المباراة وأن مشاركته جاء في إطار كرة القدم فقط. ويأتي قرار منظمة الاتحاد الرياضي العام التي تعتبر الذراع الرياضي لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا، بعد تغيرات كبيرة في موقف “الخطيب” من الثورة السورية.
لمحة عن مواقف الخطيب
أعلن فراس الخطيب في نهاية يناير/كانون الثاني 2017 عن رغبته في المشاركة مع المنتخب السوري بمونديال روسيا عام 2018، عندما تصل الدعوة أو المخاطبة بشكل رسمي منه لنادي الكويت الذي يلعب في صفوفه آنذاك، وقال: “تمثيل المنتخب وتمثيل الوطن شرف لكل لاعب”، ووصل في 20 مارس/آذار 2017، مع أحمد الصالح وعمر خريبين وتامر حاج محمد إلى مدينة مالاكا الماليزية لتكتمل بذلك صفوف المنتخب السوري.
وذلك بعد أن أعلن في تموز/يوليو 2012 عدم مشاركته في المنتخب طالما هناك قصف ووقوفه مع الثورة، وأكّد رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا صلاح الدين رمضان، حينها بأنّه اقترح على الاتحاد الرياضي العام فصل اللاعب فراس الخطيب (أفضل رياضي في سوريا لعدة مرات بالسنوات الأخيرة ونجم منتخب كرة القدم ونادي القادسية الكويتي).
وفي 9 آب/أغسطس 2017 ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي الموالية للنظام والمعارضة، بخبر وصول لاعب كرة القدم الشهير وقائد منتخب سورية الكروي فراس الخطيب إلى العاصمة السورية دمشق بدعوة رسمية من اتحاد كرة القدم، وذلك بعد غياب لأكثر من ست سنوات على خلفية موقفه المعارض لنظام الأسد، للانخراط بمعسكر المنتخب السوري قبل السفر إلى ماليزيا كونه غير مرتبط بأيّ نادي حينها.
وجاء دخوله إلى سوريا بعد وساطات قادها لاعبون ومسؤولون موالون للنظام، ليجلس في مطار دمشق تحت صورة بشار الأسد، في مشهد وصفه الكثير بـ”الإهانة لمن قبل بالعودة لحضن النظام”، وتبعه عمر السومة، وصرح اللاعبان بتأييدهما لقوات الأسد عبر شاشة التلفزيون السوري، قبل أن يتم تكريمهما رفقة بقية اللاعبين، وتوقيع بشار الأسد اسمه على صدرهما، في مشهد أثار ضجة واسعة في مواقع التواصل.
يذكر أن نجم كرة القدم السورية، فراس الخطيب، غادر نادي الكرامة، في مسقط رأسه مدينة حمص في العام 2002، ليبدأ مشواره الاحترافي في الكويت، وتحديداً مع فريق النصر، رغم أن عمره لم يكن يتجاوز حينها الـ19 عاماً.
فراس الخطيب، الذي صال وجال في الملاعب الكويتية، مع العربي، والقادسية، والكويت، والسالمية (حاليا)، بقي صاحب الشعبية الأكبر لجميع السوريين، إلى غاية اندلاع الثورة، وخاض تجارب احترافية في قطر مع أم صلال والأهلي، وفي العراق مع زاخو، وفي الصين مع شنغهاي شينوا، عُرف بتواضعه، وبساطته، وقربه من محبيه، وهو ما أكسبه شعبية جارفة.
لم يتأخر الخطيب عن اللحاق بركب الثورة السورية مناصراً لها من مكان إقامته خارج البلاد، لا سيما أنه ابن مدينة حمص، التي طالها بطش النظام، بعدما صاح أهالي المدينة وريفها مطالبين برحيل الأسد، وشارك في فعاليات مختلفة، ارتدى خلالها علم الثورة، وتوشح به، وبدأ بنشر تغريدات تهاجم النظام، وتصفه بـ”المجرم”.
بدأ الخطيب تمثيل منتخب بلاده منذ العام 2001، واستمرت مشاركته بانتظام إلى العام 2011، حيث كانت آخر مشاركة له مع المنتخب، في بطولة كأس أمم آسيا بقطر في كانون ثاني/ يناير من ذلك العام، أي قبل شهرين فقط من اندلاع الثورة السورية.
عذراً التعليقات مغلقة