عبر المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، اليوم الجمعة، عن أسفه وإحباطه من عدم تحقيق تقديم في الملف السياسي السوري، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة الاستمرار في المساعي للتوصل لاتفاق.
واستهل بيدرسون إحاطته بالتأكيد على ضرورة الاستمرار والتوسع بعمليات تقديم المساعدات الإنسانية العابرة للحدود والتجديد لها.
وحول المحادثات السياسية، قال: “أعتقد أننا جميعًا نشعر بخيبة أمل لأننا لم نحرز تقدمًا حقيقيًا في المسار السياسي لتنفيذ القرار 2254، بما في ذلك الإصلاح الدستوري وانتخابات تكون تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وعبر عن أسفه لما سماه بـ”هوة عدم الثقة” بين الطرفين وتعقيدات الوضع على الأرض، وقال إنها تجعل إحراز تقدم مبكر نحو تسوية شاملة “أمراً غير مرجح في الوقت الحالي”، مؤكداً، في الوقت ذاته، على ضرورة أن يتفق المجتمع الدولي حول عناصر تساعد على المضي إلى الأمام لـ”خلق الظروف المناسبة لحل أكثر شمولا للصراع”.
وقال بيدرسون إنه سيغادر نيويورك إلى روما للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية حول سورية، ومن ثم لموسكو وتركيا وإيران.
وقال إنه وعلى الرغم من الاستمرار في المحادثات حول المعتقلين والمحتجزين والمختفين قسرياً، إلا أن تلك الجهود لم تأت بثمار تتناسب مع حجم القضية، وحث الأطراف على “العمل بشكل أفضل لإحراز تقدم يمكن أن يستفيد منه الجميع”.
وحذر المبعوث الأممي من انهيار اتفاقيات وقف التصعيد التي تم التوصل إليها في سورية خلال فترة السنة والنصف الأخيرة، والتي لعبت فيها روسيا والولايات المتحدة وتركيا دوراً رئيساً.
وقال بيدرسون إن التصعيد في الفترة الأخيرة يشكل تهديداً لذلك، كما دان الهجوم على مستشفى الشفاء في عفرين، والذي أدى إلى قتل وجرح مدنيين، بمن فيهم أعضاء بالطاقم الطبي. وتحدث كذلك عن “تصعيد آخر في جنوب إدلب مع قصف متبادل وغارات جوية داخل إدلب، وتقارير عن سقوط قتلى مدنيين ونزوح كبير”.
في سياق آخر، شهد هذا الشهر المزيد من الغارات الجوية المنسوبة إلى الاحتلال الإسرائيلي، والمزيد من الاضطرابات في الجنوب الغربي، والمزيد من الهجمات من قبل الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة مجلس الأمن، بما في ذلك العمليات التي تبناها تنظيم “داعش” الإرهابي.
وعبر بيدرسون عن قلقه من احتمال كسب تنظيم “داعش” لقوة في المنطقة “إذا ما أخذنا بعين الاعتبار زيادة وتيرة هجماته ومدى انتشارها”، مشيراً إلى استمرار سيطرة جماعات مسلحة مدرجة على قائمة الأمم المتحدة كجماعات إرهابية على مناطق في سورية.
وركز بيدرسون على أزمة النازحين واللاجئين السوريين، وقال إن قرابة نصف الشعب السوري، أي 13 مليون سوري، أجبروا على النزوح داخلياً أو الفرار خارج البلاد، واصفاً ذلك بـ”المأساة الإنسانية والوطنية العميقة”، وبـ”القنبلة الموقوتة للاستقرار الإقليمي”، وشدد على ضرورة العمل على “خلق الظروف اللازمة والثقة لضمان عودة آمنة وطوعية وكريمة للراغبين”.
وعبر عن خيبة أمله بسبب عدم إحراز اللجنة الدستورية، التي اجتمعت خمس مرات، أي تقدم لإعداد وصياغة إصلاح دستوري للموافقة الشعبية، مشيراً إلى ضرورة “العمل بشكل حثيث لإحراز تقدم في ذلك المجال”.
من جهتها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة في نيويورك ليندا توماس- غرينفيلد: “إن الانتخابات السورية في مايو/أيار لم تكن حرة أو عادلة، بل مزيفة، بكل وضوح، حيث لم تشمل مشاركة ملايين السوريين الذين فروا عن ديارهم والمهجرين داخل سورية أو حول العالم”.
وأضافت: “قرر مجلس الأمن وبصوت واحد أن الانتخابات في سورية يجب أن تجري بما يتماشى مع القرار 2254 بعد سن دستور جديد وتحت إشراف الأمم المتحدة، إلا أن أياً من هذا لم يحدث”.
وقالت “إن استمرار الصراع في سورية يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين وفي المنطقة”، وعبرت عن قلق بلادها من استمرار خرق اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب والهجمات الأخيرة على مستشفى الشفاء.
وتحدثت عن دعم بلادها لجهود الأمم المتحدة لإطلاق سراح الآلاف من المعتقلين والمحتجزين، مناشدة الأطراف الانخراط في جهود جدية للتوصل لاتفاق بما فيها اللجنة الدستورية. وأضافت: “إن غياب أي تقدم ملحوظ في العملية السياسية سيعني أن الولايات المتحدة لن تطبع أو تدعم أي جهود لعملية إعادة إعمار تدعم نظام الأسد”.
وأكدت السفيرة الأميركية أنه “لا يوجد أي بديل لتقديم المساعدات العابرة للحدود عبر باب الهوى، وإعادة فتح باب السلام واليعربية”، وتحدثت عن “استمرار معاناة السوريين منذ عقد”.
وقالت: “هناك طريق وحيد للاستقرار والسلام في سورية، وهو حل الصراع وإنهاء الحرب، وتبقى الولايات المتحدة ملتزمة بالقرار 2254، والذي يشكل السبيل الوحيد لحل سياسي عادل وقابل للاستمرارية، وهذا ما لم يحدث خلال ما سمي بالانتخابات”.
وجاءت تصريحات السفيرة الأميركية خلال اجتماع مجلس الأمن الشهري لمناقشة الوضع في سورية.
من جهتهما، تحدث سفيرا الصين وروسيا عن ضرورة رفع العقوبات المفروضة على النظام. واعتبر السفير الروسي فاسيلي نبنزيا أن استمرار فرض الجزاءات والعقوبات من قبل الدول الغربية على النظام “سبب رئيسي في زيادة معاناة السوريين الإنسانية”.
ودان السفير الروسي استمرار استهداف إسرائيل لعدد من المناطق بسورية، مؤكداً على أن الصراع في سورية “يمكن حله سياسيا وليس عسكريا، بما يتماشى مع القرار 2254″، وعبر عن دعم بلاده لجهود بيدرسون.
ودعا السفير الروسي لعقد اجتماع سادس للجنة الدستورية على الرغم من التحديات، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهود إعادة إعمار البلاد.
عذراً التعليقات مغلقة