* زينة صبري – حرية برس:
بعد خروج ثوار حمص مرغمين من مدينتهم العدية حمص في أوائل شهر مايو أيار من عام 2014، ثم توجههم إلى ريف حمص الشمالي، آثر الكثيرون منهم الذهاب إلى جبهات الشمال السوري كونها الأكثر اشتعالاً، و خاصة مدينة حلب، ليقدموا أرواحهم فداء لأهداف ثورتهم، لكن معظمهم واجهته صعوبة تأمين أسباب معيشتهم ولقمة عائلاتهم، فما هي أوضاعهم الإنسانية هناك؟
“أبو النور” وهو أحد مقاتلي مدينة القصير يقول أنّ “الثوار الحماصنة موجودين على كل جبهات حلب، وعلى الدوام هم في الصف الأول بالقتال، فيومياً عندنا تشييع شهداء من حمص”.
ويؤكد ذلك “أبو مصعب” أحد ثوار حمص المحاصرة سابقاً المرابطين في جبهات حلب لـ “حرية برس” قائلاً: “الثوار (الحمصيون) هم أكثر المتواجدين على جبهات حلب، وهم في المقدمة دائماً، و الدليل على ذلك اﻷعداد الكبيرة من الشهداء التي تزف منهم يومياً”.
ويضيف “أبو مصعب”: هنا في جبهات حلب أكثر الحماصنة ينتمون لفيلق الشام، وللأمانة هو من أكثر الفصائل المشاركة بالمعارك، وأكثرهم كرماً على مقاتليه ، وهنا في الفيلق يتفاوت المصروف من كتيبة لكتيبة أخرى حسب التواجد والمجهود أما بالنسبة لمتوسط دخل المقاتل هو خمسين ألف ليرة سورية”.
و أشار “أبو مصعب” إلى أن صعوبات كثيرة تواجه الثائر الحمصي في حلب أهمها السكن حيث يعتبر الحمصي نازحاً حسب اعتقاد أكثر أهل المناطق فيها، و يتم تأجيرهم في معظم المناطق بأسعار مرتفعة تماشياً مع ارتفاع سعر الدولار، وقال إنّ أقل إيجارات البيوت السيئة تكون بسعر 15000 ليرة سورية كحد أدنى.
من جهته أكد “أبو النور” هذا بقوله: “في بداية قدومنا إلى حلب استأجرنا منازل بآجارات رخيصة لكن مع ارتفاع سعر الدولار يرتفع أجار المنزل”.
فيما قال “أبو خالد” وهو أحد ثوار حمص المحاصرة سابقاً، ومنضم لفيلق الشام، في ذات السياق: “إنّ أجار البيت خمسون دولاراً، وللأسف فإن معظم أصحاب البيوت في حلب لا يرضون سوى بالتعامل بالدولار”، مضيفاً أنّ هذا لا يشمل مصروف الكهرباء، والماء، عدا عن تكاليف الطعام ، والشراب ، وغيره..
ويضيف “أبو النور” بأنّه مصاب بمرض الديسك في ظهره في الفقرة الرابعة والخامسة، وهو ما يمنعه من العمل كثيراً، “فيوجد لدينا بالإضافة لدفع أجار السكن دفع ثمن الماء، فالصهريج يباع بألفي ليرة سورية إذا كان سعر المازوت رخيصاً ومع ارتفاعه يصل إلى خمسة آلاف ليرة سورية، كما لدينا دفع أمبيرات كهرباء، فسعر الأمبير الواحد 1300 بالأسبوع، و أنا راتبي 35 ألف ليرة، وعندي أربعة أطفال، الصغير منهم عمره أربعة شهور، والكبير 12سنة حيث يتطلب مني أسبوعيا دفع ألف ليرة سورية لكيس فوط الأطفال، و ألفي ليرة لعلبة الحليب الواحدة، بالإضافة لسعر كيلو السكر 450 ليرة ولتر الزيت دوار الشمس 550 ليرة”.
من جهته أوضح “أبو مصعب” أنّ سعر ربطة الخبز التي فيها ست أرغفة مئة ليرة سورية، أمّا كيلو اللحم الذي بات ممنوعاً على المجاهد يباع بـ 3500 ليرة سورية.
من ناحية أخرى سلط الثوار الثلاثة الضوء على موضوع توزيع الإغاثة، ومعاناتهم في هذا المجال، حيث صرح “أبو النور” أنّ معظم المنظمات الحلبية “لا تعطينا إغاثة لأننا من حمص، ليس لنا حصة عندهم”، فيما قال “أبو خالد” بالنسبة للإغاثة: “أحصل شهريا على كرتونة من إحدى المنظمات الإغاثية تساعد قليلاً بمصروف الحياة”.
أمّا “أبو مصعب” فقال: “للأسف أكثر، وأفخر أنواع اﻹغاثة التي تأتي من المنظمات يأخذها سكان أهل هذه المناطق، باستثناء تلك التي تأتي من الفصيل الذي يعمل الثائر الحمصي معه، مشيراً إلى أنَ علبة الحليب يأخذها الحلبي إغاثة مجانية، ثم يبيعها لهذا المقاتل بألفي ليرة سورية”. موضحاً أنّ: “هناك للأسف تمييز يكاد يكون عنصرية، ليس بالنسبة للحمصي فقط بل لكل من وقف بوجه النظام، كون عدد من السكان يرغبون ببقاء النظام، أو موالون له، كما لا يحسب للمقاتل الحمصي أنه يدافع عن كرامة كل السوريين، ولا نعرف من أين سيجدها المجاهد من ظلم النظام، أم ظلم سكان هذه المناطق؟”.
و أشار” أبو النور ” إلى أنّ الطعام على الجبهة مختلف تماماً عند ثوار حلب، أيّ جماعة حلب طعامهم مميز، و أنّ فصائل حلب عملهم مؤسساتي أكثر من العسكري ، فهم لا يحبذون الرباط فقط دون معارك، مؤكداً يوجد شرفاء بمجاهدين حلب أنا لا أعمم الفساد على الجميع ، وإنما النسبة الكبرى من الشعب الحلبي يتمنى لو نخرج من عندهم ليرجع النظام لحكمهم .
وأضاف “أبو خالد” بمرارة: “نحن لا نريد شيء سوى أنّ تهتم هذه المنظمات الإغاثية وتلتفت لاحتياجات للنازحين، وليس لأهل هذه المناطق فقط، الذين لم يذوقوا طعم التهجير والنزوح”، ونوه “أبو خالد” إلى أن الكثير من المقاتلين من أبناء هذه المناطق الذين يحملون السلاح يعتبرون القتال مصلحة و وظيفة”.
ولم تغب النكتة الحمصية عن الحماصنة الذين تحدثوا لـ “حرية برس” رغم كثرة الضغوطات حيث ذكر “أبو النور” بلهجته العامية: “يعني من فترة إجت قذائف على القرية مكان ماني ساكن وصار أهل القرية يقولوا أن الجيش الحر يلي قصف عليهن، وتاني يوم اجت طيارة قصفت القرية، وعملنا نكتة عليهن قلنا لهم “الطيارة مكتوب عليها المحيسني”.
عذراً التعليقات مغلقة