قالت وكالة الأدوية الأوروبية ومقرها أمستردام في بيان الجمعة إنها أوصت “بمنح ترخيص تسويق مشروط للقاح أسترازينيكا (…) للأشخاص الذين تزيد أعمارهم 18 عن عاما”.
من جهتها، صارت المجر، التي تنتقد بروكسل لـ”بطئها”، أول بلد في الاتحاد الأوروبي يرخص استعمال لقاح مخبر سينوفارم الصيني، وذلك بعد ترخيصها الأسبوع الماضي استعمال لقاح سبوتنيك-في الروسي.
وكانت الوكالة قد أكدت صباح الجمعة في بيان أنه لا علاقة بين لقاح فايزر/بايونتيك وحالات الوفاة التي سجلت في أوساط أشخاص تلقوه. وقالت إنها اطلعت على الوفيات التي سجلت بما فيها تلك التي حصلت في أوساط عدد من المسنين و”خلصت إلى أن البيانات لا تظهر علاقة للأمر بتلقي “كوميرناتي (لقاح فايزر) ولا تثير الحالات أي قلق بشأن السلامة”.
ووقعت شركة الأدوية السويسرية العملاقة نوفارتيس عقدا مع تحالف فايزر-بايونتيك للمساعدة على إنتاج لقاحه بعد تراجع مردودية مصانعه.
النسخ المتحورة واللقاحات
يأتي ذلك على خلفية ارتفاع عدد الإصابات بالمرض وتزايد القلق في أوروبا وخارجها حيث تتفشى النسخ المتحورة من الفيروس التي تثير أسئلة حول فعالية اللقاحات ضدها.
وأقر سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الجمعة توصيات جديدة للمفوضية الأوروبية (خارطة للمناطق الأكثر تضررا، وقيودا أكثر صرامة على التنقل) تهدف إلى “الثني عن السفر غير الضروري بشدة مع تجنب إغلاق الحدود أو فرض حظر عام على السفر”.
بدورها دعت منظمة الصحة العالمية إلى إبقاء مستوى عال من اليقظة في أوروبا إذ فرضت عدة دول قيودا حدودية متفاوتة الصرامة.
أسترازينيكا تحت المجهر
في 12 كانون الثاني/يناير، طلب مختبر أسترازينيكا البريطاني رسميا ترخيص لقاحه في دول الاتحاد الأوروبي وكذلك في إيسلندا وليشتنشتاين والنرويج.
واعتبرت اللجنة الألمانية للتلقيح الخميس أن لقاح أسترازينيكا بات “موصى به حاليا فقط للأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما ” لأن “المعطيات المتوفرة حاليا غير كافية لتقييم فعالية اللقاحات” للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 عاما.
وكان لدى وزير الصحة الألماني ينس شبان الموقف نفسه صباح الجمعة، فقال إنه يتوقع الموافقة على استخدام اللقاح مع فرض “قيود” بشأن الأشخاص الذين تفوق أعمارهم الـ65 عاما.
وردت شركة أسترازينيكا على لسان المتحدث باسمها الذي أكد أن “أحدث التحاليل (…) تؤكد فعالية اللقاح لدى مجموعة تتجاوز أعمار أفرادها الـ65 عاما”.
وصار لقاح أسترازينيكا الثالث الذي يحصل على الضوء الأخضر من الوكالة الأوروبية للأدوية بعد لقاحي فايزر/بايونتيك في 21 كانون الأول/ديسمبر وموديرنا في 6 كانون الثاني/يناير.
وتثير مجموعة أسترازينيكا السويدية البريطانية غضب قادة الاتحاد الأوروبي منذ أيام، بسبب تأخر عمليات تسليم اللقاحات.
وفي سياق هذا الخلاف، نشرت المفوضية الأوروبية الجمعة العقد الموقع العام الماضي مع أسترازينيكا للطلب مسبقا جرعات من لقاحه، إلا أنه تمت تغطية أجزاء كاملة لأسباب مرتبطة بالسرية. وكانت بروكسل تطلب منذ أيام من أسترازينيكا الموافقة على نشر العقد.
وأعلنت أسترازينيكا الأسبوع الماضي تراجعا في إنتاج أحد مصانعها في أوروبا سيؤدي إلى تسليم الاتحاد الأوروبي “ربع” الجرعات المتفق عليها خلال الربع الأول من العام.
لكن بروكسل التي طلبت مسبقا ما يصل إلى 400 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد، غير مقتنعة بتبريرات المختبر وتعتبرها “غير مرضية”، وطلبت تفتيش مصنع تابع للمختبر في بلجيكا.
وقال متحدث باسم الوكالة الفدرالية البلجيكية للأدوية والمنتجات الصحية لوكالة الأنباء مساء الخميس، إن التفتيش جرى وأنه تم حجز “بعض الوثائق والبيانات” وهي “قيد الفحص”.
وتشكو الدول الأوروبية بطء إنتاج اللقاحات التي طُورت في وقت قياسي. مع ذلك، تُستعمل 70 بالمئة من الجرعات المنتجة حاليا في الدول الغنية (أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج).
عذراً التعليقات مغلقة