ثلاثونَ عامًا مَضَتْ
وأنا أنتظرُ الفرح
مَضَتْ وأنا أتجرَّعُ الألم
مَضَتْ وأنا أنزفُ على مَهَل
مَضَتْ وأنا أعزفُ على وترِ الأسى ألحانَ الحُلُم
مَضَتْ كعُمرِ الوردِ …
مَضَتْ وأنا أمتصُّ من الحديدِ صلابَتَهُ
وأقتبسُ من القمرِ جمالَهُ ورُفعَتَهُ
لأبقى شامخةً مثلَ السِّنديانة
***
لا أدري كيفَ أيامُ العُمْرِ مَضَتْ؟
لا أدري كم مرَّةً سُرِرْتُ!
بلْ أدري أنِّي على موسيقا الموتِ عزَفْتُ
وأقمتُ دونَ سَفَر …
وأدري أنِّي أسيرُ بطريقِ العُلَا مهما كَثُرَت الحُفَر …
***
أرسمُ حُلُمًا وراءَ الغَيم
يُطِلُّ من نافذةِ الأمَل
أزيُّنه بألوانِ الفَلَاح
أرمُقُهُ بنظراتِ الشَّوق
كلَّ يومٍ أشدُّ على وَثاقِه
دونَ كللٍ أو ملل …
***
حتمًا سيأتي يومًا الفرح
على طبقِ بنفسجٍ مكلّلٍ بأقحوانٍ برّيٍ
هكذا سيأتي دونَ خبر ..
دونَ أنْ يطرُقَ الباب ..
دونَ موعدٍ أو أخذِ إذنٍ ..
سيقتحمُ القلبَ الكَليمَ
ويغسلُ المُقلَ من العَبَرات
ويُفتّتُ جِراحَ العُمرِ جُزيآتٍ
لتبدوَ كالذَّرَّاتِ …
***
وبعدَ أنْ أطفأتُ شمعاتِ الخذلان القاتمة
سأمضي …
بتفتيتِ الكِلِامِ ..
بتشتيتِ المآسي ..
بتكسيرِ الألم ..
بقهرِ الوجع ..
بتحطيمِ الكُرَب ..
بتمزيقِ الخَيبات ..
بتفنيدِ الأوهامِ البائسة ..
بل .. وسأستمرُّ بجلبِ الفرح …
***
أريدُ عائشة .. شُعلةً لا تنطفئ ..
عطاؤُها لا ينتهي .. وبسمَتُها لا تغيب
أريدُها يراعًا لا يجفّ .. وسهمًا لا يخيب
سأمضي …
إلى الحبِّ والجُنون ..
إلى العزفِ بأكاليلِ الزُّهور ..
إلى التغنِّي بالصِّدقِ والجُود ..
إلى جنّةٍ إلى سؤددٍ ..
حيثُ لا حُزْنَ هناكَ ولا وَجع …
***
عذراً التعليقات مغلقة