حاول الأمن العراقي، اليوم السبت، تفريق متظاهرين في محافظة ذي قار، يستعدون لإحياء الذكرى السنوية لما يسمونه “مجزرة” ارتكبت ضد محتجين بالمحافظة، وفق شهود عيان.
وأطلقت قوات مكافحة الشغب أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المئات من المتظاهرين في ساحة “الحبوبي” وسط مدينة الناصرية مركز ذي قار.
وذكر الشهود أن المتظاهرين يستعدون لإحياء الذكرى السنوية الأولى للمجزرة التي ارتكبتها قوات أمنية نهاية العام الماضي، بعد مهاجمتها لمحتجين قرب “جسر الزيتون” وسط الناصرية، ما أوقع 32 قتيلا وأكثر من 220 جريحا.
وشهدت المنطقة المحيطة في ساحة الاحتجاج عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن قبل أن تنسحب الأخيرة، ويعود المحتجون إلى الساحة، حسب الشهود.
ولا يزال المئات من المتظاهرين يتوافدون إلى ساحة “الحبوبي” للمشاركة بالاحتجاجات وإحياء ذكرى المجزرة.
وفي محافظة واسط (جنوب)، قال مصدر بالشرطة وشهود عيان إن قوات مكافحة الشغب اقتحمت فجر السبت، ساحة اعتصام المتظاهرين وسط مدينة الكوت (مركز المحافظة)، وأزالت خيامهم.
ووفق ذات المصادر، فإن قوات الأمن طردت المتظاهرين من الساحة وأعادت فتح الطرق المغلقة المحيطة بها.
كما انتشرت قوات الأجهزة الأمنية بكثافة في الساحة ومحيطها لمنع عودة المتظاهرين.
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 5 أشخاص وإصابة 80 آخرين خلال صدامات عنيفة بين متظاهرين وأنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في ساحة “الحبوبي”، معقل الاحتجاجات المناوئة للطبقة السياسية المتهمة بالفساد والتبعية للخارج، وسط مدينة الناصرية.
وكان أنصار الصدر قد استخدموا في هجومهم أسلحة نارية وأخرى بيضاء وعصي وهراوات، لتتحول الساحة والمنطقة المحيطة بها إلى ساحة صدامات عنيفة، كما أحرق أنصار الصدر خيام المعتصمين في الساحة، وفق شهود عيان.
وعلى إثر الأحداث قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إقالة قائد الشرطة في محافظة ذي قار حازم الوائلي من منصبه، وتشكيل لجنة للتحقيق.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، يعتصم محتجون ضمن حركة احتجاجات واسعة النطاق في البلاد، أطاحت بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي أواخر العام الماضي.
ولا تزال الحركة الاحتجاجية متواصلة على نحو محدود للضغط على الكاظمي، لمحاسبة قتلة العشرات من المتظاهرين خلال الأشهر الماضية وإجراء إصلاحات حقيقية في البلاد ومحاربة الفساد.
عذراً التعليقات مغلقة