فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
“لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس”، بهذه المقولة التي قالها الشاعر المصري مصطفى كامل، استطاع شابٌ غزي خريج والأول على دفعته بغزة، بتحدي الظروف والوضع المعيشي الصعب الذي شل الحياة بكل أنواعها وقطاعاتها المختلفة نتيجة تراكم الأزمات تلو الأزمات فوق بعضها البعض، من خلال تفكيره خارج الصندوق خروجه من حال اليأس والإحباط من الواقع بمشروعه الريادي الخاص بطريقته البسيطة والغير المكلفة.
يقول الخريج الشاب العشريني محمود مشتهى من قسم البرمجة قاعدة البيانات والأول على دفعته من كلية الدراسات المتوسطة بجامعة الأزهر بغزة، ” إنني علمت في مجال الأيس كريم لستة سنوات تقريباً بعيداً عن تخصصي وتوقفت عن العمل قبل نحو عام، لكن مع الأسف بدأت أبحث عن العمل والتدريب والتطوع بداخل المؤسسات المحلية في إطار التخصص داخل قطاع غزة دون جدوى، مما دفعني إلى اتخاذ هذه الخطوة لبناء مستقبلي الذي أصابه اليأس والإحباط من جديد بطريقة أخرى للتعايش مع الواقع السيئ والصعب.”
وعن مشروعه الجديد يردف محمود قائلاً: ” إنه جاء بمحض الصدفة حيث أن البسكوت نقوم بعمله داخل البيت كعادتنا، فقمتُ بمشاركة عدد من الصور عبر الحسابات الشخصية لي على منصات مواق التواصل الاجتماعي، جعل أصدقائي والناس يسألونني عن البسكوت وأنه غريب بنسبة لهم، وأنهم يريدون تجربته، فمن هنا جاءت فكرة مشروعي الجديد الذي أسميته (بسكوت الخريج)”.
اتخذ الشاب محمود منصات التواصل الاجتماعي بعد تشجيع الأصدقاء والأقارب وعائلته للقدوم على هذا المشروع، لتسويق منتجه الجديد لزبائنه عبر المجموعات مع الاستعانة بعدد قليل من المشاهير عبر تلك المنصات بعد الخجل وعدم الاقتناع الذي أصابه بفكرة المشروع في البداية لما يقارب شهراً كاملاً من أجل قيام هذا المشروع.
ويتكون منتج حلوى البسكويت من أعشاب اليانسون الطبيعي وجوز الهند والدقيق والسكر، يتم دمجهم جيداً وضعهم داخل الفرن حيث سيستمر لمدة ساعة تقريباً من الزمن، تمهيداً بعد ذلك في نهاية الأمر داخل أطباق بلاستيكية.
صعوبات وتحديات
ويوضح مشتهى، أن الصعوبات تتمثل في مشكلة الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة، جعلني أنفذ مشروعي الصغير في إنتاج البسكويت بطريقة يدوية كالعجانة والفرن البيتي الذي يعمل على غاز الطهي واللدات التي تعمل على البطاريات البديلة.
وعن طبيعة المكان الذي يعمل فيه الشاب العشريني محمود، هو استغلال مطبخ بيت العائلة في تنفيذ مشروعه مع دعم الأسرة له مع استخدامات أغراض ومعدات المنزل في عمل حلوى البسكوت استعدادًا بعد ذلك لتسويقها وتوزيعها عبر الزبائن حسب الطلب عليها، مردفاً أنه لم يتلقى أي دعم ماديّ لمشروعه من أجل تطويره في الأيام القادمة لتوسيعه من قبل الجهات المختصة في دعم المشاريع الريادية الصغيرة في قطاع غزة، رغم تقديمه على عدد من المشاريع دون استجابة منهم.
ويوجه الشاب مشتهي رسالة إلى كل شاب في قطاع غزة بأن يتحدى الظروف وأن يشتغل على نفسه، وأن يفكر خارج الصندوق من خلال تنفيذ أفكاره ميداناً على أرض الواقع، وألا ينتظر الوظيفة فالأيام والسنوات تمضي من عمره دون جدوى في ظل واقع مشهد سياسي عقيم واقتصادي أسوء داخل قطاع غزة.
عذراً التعليقات مغلقة