ياسر محمد- حرية برس:
توفي الصحفي البريطاني الشهير، روبرت فيسك، أمس الأحد، في منزله بالعاصمة الإيرلندية دبلن، بجلطة دماغية، عن عمر ناهز الـ 74 عاماً.
ولقي خبر وفاة فيسك صدى واسعاً في الشارع العربي كونه كان من أكثر الصحافيين الغربيين اهتماماً بقضايا العرب، وأنجز عدة كتب عنهم، كما كان مناصراً قوياً لقضية فلسطين، وداعماً لثورات الربيع العربي، باستثناء الثورة السورية التي ساهم في شيطنتها وانحاز فيها لنظام الأسد انحيازاً تاماً.
ويعد فيسك واحداً من أكثر المراسلين البريطانيين إثارة للجدل في العصر الحديث، خصوصاً في الشرق الأوسط. فإلى جانب موقفه المؤيد للشعب الفلسطيني وحقوقه، يُعرف بأنه من الصحافيين المنخرطين في تلميع صورة رأس النظام السابق حافظ الأسد، كما أنه انحاز إلى بشار الأسد منذ العام 2012 في ذروة الثورة السورية التي شردت ثلثي الشعب السوري.
وعمل “فيسك” على تلميع صورة عائلة الأسد أمام الغرب، حيث بذل جهداً كبيراً لتبرئة “حافظ الأسد” من مجزرة حماة في ثمانينيات القرن الماضي، وهو الصحفي الوحيد الذي سمح له الأسد الأب بدخول حماة بعد المجزرة الرهيبة التي ارتكبها النظام آنذاك، كما عمل على ذلك مع “بشار الأسد” الذي قتل مئات الآلاف وشرد الملايين منذ 2011.
ونفى “فيسك” استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي ضد المدنيين في الغوطة الشرقية وغيرها، زاعماً أن المعارضة السورية هي من استخدمها، كما قاد العديد من الحملات الهادفة لتلميع صورة نظام بشار الأسد أمام الدول الغربية.
بدأت حياة “فيسك” المهنية في الصحافة مع “صن داي إكسبرس” في لندن، ولكن لفترة قصيرة، سرعان ما انتقل بعدها إلى “التايمز” ليكوّن لنفسه اسماً من إيرلندا، ولينتقل بعد مدة وجيزة إلى البرتغال ثم إلى بيروت، حيث عمل كمراسل للشرق الأوسط لصحيفة “التايمز” مجدداً.
في تسعينيات القرن الماضي تمكّن فيسك من إجراء ثلاث مقابلات مع زعيم تنظيم القاعدة آنذاك “أسامة بن لادن”. وفي أول مقابلة بينهما عام 1993، وصف بن لادن بأنه “رجل خجول” ويبدو “تماما مثل محارب الجبال في أسطورة المجاهدين”.
بعد هجمات 11 أيلول 2001، تخصص في تغطية صراعات الشرق الأوسط، بما في ذلك أفغانستان والعراق وسوريا، وكان متحدثاً باللغة العربية. كما غطّى روبرت فيسك الحرب الأهلية في لبنان، ومجزرة صبرا وشاتيلا، وشهد أيضا مجزرة حماة التي ارتكبها نظام حافظ الأسد.
ويعد كتابه “ويلات وطن” من أهم ما كُتب عن الحرب الأهلية اللبنانية، وفق تقييم صحفيين ومثقفين لبنانيين وعرب.
عذراً التعليقات مغلقة