حرية برس:
تمكن الدفاع المدني من السيطرة على الحرائق التي امتدت من مناطق سيطرة قوات الأسد إلى شمال غرب سوريا بعد أيام من العمل الشاق والمستمر.
وقال مدير الدفاع المدني “رائد الصالح” في حديث خاص مع حرية برس إنه “بعد عدة أيام من الحرائق الهائلة في مناطق سيطرة النظام في شمال غربي سوريا، والتي التهمت مساحات كبيرة وأجزاء واسعة من المناطق الحراجية، وصلت تلك الحرائق الى الجبال المحيطة في جسر الشغور غربي إدلب مساء يوم الأربعاء 9 أيلول 2020”.
وأشار إلى أن الدفاع المدني السوري”أعلن يوم الخميس 10 أيلول حالة الطوارئ لمواجهة هذه الحرائق بعد أن امتدت للمناطق التي يستطيع الوصول إليها واستنفر كوادر الإطفاء للاستجابة لهذه الحرائق وإخمادها قبل امتدادها ووصولها لتجمعات المدنيين والمخيمات في ريف إدلب الغربي، لاسيما مع قوة النيران و سرعة انتشارها بسبب الرياح الجافة وارتفاع درجات الحرارة وكثافة البقعة الحراجية ساهمت بشكل كبير بسرعة انتشارها”.
وأوضح الصالح أن فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري تمكنت من إخماد الحرائق أول أمس الإثنين، وذلك “بعد خمسة أيام من العمل الشاق”، مشيراً إلى أن الحرائق “امتدت لمسافة 4كم وعلى مساحة 3 آلاف دونم، في مناطق حراجية بريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي”.
ومع امتداد الحرائق وسرعة النيران دخلت فرق الدفاع في سباق مع الزمن، حيث المخاوف من امتدادها إلى مخيمات النازحين والمهجرين، نظراً للأحراج الكثيفة والمرتفع الجوي في المنطقة آنذاك، حيث نوه الصالح إلى أن الحرائق وصلت “لأطراف قرية الشيخ سنديان لكن فرقنا أخمدتها مباشرة”.
وتعد مهمة إطفاء هذه الحرائق مهمة إضافية صعبة تضاف إلى مهام الدفاع المدني التي واجهت مصاعب خلال عمليات الإخماد.
وذكر الصالح أن من أهم هذه المصاعب “المنحدرات والجروف العالية في تلك المناطق، والتي صعبت من وصول آليات الإطفاء لتلك المناطق ولكن خبرة رجال الإطفاء في التعامل مع أنواع الحرائق واعتمادهم على قطع الحرائق والأدوات البسيطة كانت مهمة في السيطرة عليها وإخمادها”.
يضاف إلى ذلك “ارتفاع درجات الحرارة واشتداد سرعة الرياح على تجدد اشتعال النيران رغم اطفائها وهو ما تطلب جهدا مضاعفاً لتكثيف عمليات التبريد”.
وأضاف الصالح أن فرق الدفاع واجهت عدداً من “المخاطر الأمنية حيث عرقل وجود مخلفات غير منفجرة في المنطقة من عمليات الإخماد بشكل كبير كون المنطقة قريبة جدا من خطوط التماس، وسمعت أصوات انفجار عدد من القنابل العنقودية مع تقدم ألسنة النار، كما صعب رصد قوات النظام لأغلب الطرقات في المنطقة ومناطق الحرائق من عمل الفرق وشكل خطراً كبيراً على حياة المتطوعين”.
ولفت الصالح إلى مشاركة 41 آلية و 150 متطوعاً، والذين كان لهم الدور الأكبر في عمليات الإطفاء، نظراً لخبرتهم في “التعامل مع الحرائق الجبلية، والحرائق بطبيعة الحال رغم كبر حجمها كانت الفرق قادرة على السيطرة عليها حيث استطاعت بعد 24 ساعة من إعلانها حالة الطوارئ من إخماد أكثر من 80 بالمئة من الحرائق، ومن ثم واصلت الاطفاء والتبريد حتى أخمدتها بالكامل”.
وقد تسببت الحرائق بحدوث إصابات في “صفوف المتطوعين خلال الاستجابة للحرائق، حيث أصيب 5 متطوعين، 3 منهم أصيبوا بحالات إغماء ناتجة عن الدخان الكثيف، فيما تعرض متطوع لكسور وأخر للدغة أفعى”، وفقاً لما ذكره الصالح.
وحول سؤالنا فيما إذا كان الدفاع المدني قد طلب مساندة جهات أخرى مدنية، نفى الصالح ذلك مؤكداً أن “الدفاع المدني السوري هو الجهة الوحيدة في الشمال السوري التي تمتلك فرق إطفاء اختصاصية مدربة تمتلك المعدات والخبرة للاستجابة للحرائق، وفي سنوات سابقة استجبنا لحرائق حراجية أكبر من التي حدثت هذا العام، ففرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري مدربة تدريب عالي ويومياً تخمد حرائق في عدة مناطق في الشمال السوري”.
وفي نهاية حديثه أكد الصالح أنهم تمكنوا من “الإخماد الكامل للحرائق”، وأن فرق الإطفاء بالدفاع المدني السوري على أتم الاستعداد “للاستجابة الحرائق في أي وقت”.
يشار إلى أن هذه الحرائق امتدت إلى مناطق شمال غرب سوريا من مناطق نظام الأسد، الذي لم يكترث بالحرائق الكبيرة التي التهمت مساحات واسعة من سهل الغاب والعديد من القرى والأراضي في ريف حماة واللاذقية.
عذراً التعليقات مغلقة