ياسر محمد- حرية برس:
كان رأس النظام بشار الأسد واقعياً هذه المرة وبشّر مواليه وسكان مناطق سيطرته بمستقبل أسود، عندما قال اليوم إن الحكومة الجديدة التي عينها مؤخراً برئاسة حسين عرنوس لا تملك حلولاً سحرية لمشكلات المواطن، وأن أولوياتها غير أولويات المواطنين!.. جاء ذلك في اليوم نفسه الذي أكد فيه رئيس دائرة الهجرة والجوازات التابعة للنظام أن من لا يقوم بتصريف مبلغ 100 دولار عند دخول سوريا لن يُسمح له بالدخول وسيتم طرده!!.
وفي التفاصيل، اجتمع رأس النظام بشار الأسد، أمس الأربعاء، برئيس وأعضاء حكومته التي عينها مؤخراً، والتي أثارت جدلاً واسعاً في صفوف السوريين، معارضين وموالين، بسبب غرابة بعض التعيينات، وعلى رأسها وزير التربية الجديد، دارم الطباع، الذي يحمل شهادة دكتوراة في الطب البيطري.
وخيّب رأس النظام آمال مواليه أو ما تبقى منها، حين قال خلال الاجتماع: “أحياناً تكون أولويات الدولة غير ملامسة للحاجات الطارئة للمواطن، وتكون بعيدة المدى ولكنها ضرورية جداً ولا يمكن الاستغناء عنها، بينما أولويات المواطن هي المعاناة والحاجات التي يعاني منها بشكل يومي”.
وأضاف مبرراً سلفاً الفشل الحكومي المتوقع: “من الطبيعي أنه في بداية مهمة وعمل أي مسؤول في موقع ما، وخاصة في الموقع الحكومي… وبشكل خاص عندما يكون لديه كثير من الطموحات والأفكار لبلده، أن يتساءل ما إذا كان من الممكن حل كل المشاكل من خلال الموقع والصلاحيات والإمكانيات”.
وزاد: “في الواقع حتى في الظروف الطبيعية هذا صعب، لذلك دائما تقوم الدول بوضع أولويات، طبعا في حالة مثل حالتنا، حالة الحرب، تضيق الخيارات وتصبح الأولويات إلزامية بشكل أكثر من الحالات العادية”.
وتأتي تصريحات الأسد المخيبة لمواليه في الوقت الذي تعاني فيه مناطق سيطرته من أزمة اقتصادية خانقة، أدت إلى تصنيف دمشق كأسوأ مدينة في العالم للعيش، وأزمة صحية بسبب جائحة كورونا خرجت تفاصيلها المرعبة للعلن على الرغم من تكتم النظام الشديد.
وصار مشهد العائلات التي تعيش في الشوارع مألوفاً في دمشق ومناطق النظام، وظاهرة الأطفال المشردين كذلك، وغيرها من الظواهر الاجتماعية التي لم ولن يسعى نظام الأسد إلى حلها، وفق تصريحات الأسد.
وفي سياق قريب، عادت قصة إجبار المواطن السوري العائد من الخارج على تصريف 100 دولار، إلى الواجهة، بتصريح صادم ومخالف للقانون السوري وكل قوانين وشرائع العالم.
فقد صرح مدير إدارة الهجرة والجوازات، التابعة للنظام، اللواء ناجي النمير، بأن القادمين إلى سوريا ولا يملكون مبلغ المئة دولار المطلوب تصريفها على الحدود، لن يسمح لهم بالدخول إلى الأراضي السورية.
وأوضح النمير، في تصريح لإذاعة “نينار” الموالية، أن “على كل مواطن يرغب بالدخول إلى سوريا أن يقوم بتصريف مبلغ مئة دولار، أو ما يعادلها بالعملات الأجنبية”، مشيراً إلى أن من لا يملك هذا المبلغ يجب أن “يعود من حيث أتى”!.
وأكد أنه “في هذه الحالة يجب أن يطلب المواطن من أحد أقربائه أو أصدقائه أن يحضر له المبلغ المطلوب ليتم السماح له بالدخول، وإلا فإنه سوف يعاد إلى الجانب اللبناني” الذي لن يقبل إدخاله إلى لبنان أيضاً، ليبقى عالقاً على الحدود!.
سوريون معارضون وموالون استنكروا التصريحات حد الدهشة، وأكدوا أنها تخالف حتى دستور بشار الأسد نفسه الذي عدله عام 2012.
فكتب الخبير القانوني عمر إدلبي معلقاً على الخبر: “الفقرة الأولى من المادة 38 من دستور عصابة بشار الأسد وقطيع مؤيديه (2012) تقول بوضوح: “لا يجوز إبعاد المواطن عن الوطن، أو منعه من العودة إليه”.
وفيما يلي تصريحات مدير الهجرة والجوازات كما وردت عن المصدر:
عذراً التعليقات مغلقة