ظهرت في الآونة الأخيرة حملة لمناهضة التحرش هدفها تسليط الضوء علي تلك الظاهرة وفضح المتحرشين أيا كان منصبهم أو اتجاههم أو مستواهم الاجتماعي وعلى إثرها فضح الكثير من مدعي المثالية والتحضر في المجتمعات الشرقية فكانت هذه من المرات التي انتصرت فيها المرأة وامتلكت الجرأه للحديث عن حوادث التحرش التي تعرضن لها سواء في الشواع أو أماكن عملهن أو حتى في بيوت أصدقائهن واستطعن فضح المجرمين الذين قاموا بذلك وتحت ضغط من الحركات النسوية وتضامن عام أصدر مجلس الوزراء المصري قرار بضمان سرية بيانات المجني عليهن حتي لا تخشى إحدى الضحايا من الابلاغ عن الانتهاك الذي تعرضت له خشية من نظرة المجتمع أو تعنيف الأهل وبناء عليه فقد رأيت أنه من الواجب أن أتحدث وإياكم عن هذة الظاهره التي تفشت في مجتمعاتنا والكارثة الأكبر أن هناك من يبررها.
أولا دعونا نتسأل سوية عن تعريف أو معنى التحرش الجنسي
إن التحرش الجنسي هو وبصورة مختصرة فعل يشمل التلميحات الجنسية أو طلب خدمة جنسية أو مضايقات لفظية أو جسدية لها طبيعة جنسية؛ ويعرف المركز المصري لحقوق المرأه التحرش الجنسي بأنه كل سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة أو يعطيها إحساساً بعدم الأمان كما يعرف أيضاً بأنه أي صيغه من الكلمات غير المرحب بها أو الافعال ذات الطابع الجنسي التي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح وعدم الامان.
أما عن تأثير التحرش علي ضحاياه فإنه وفقا لبحث أجرته وكالة الحقوق الاساسية بالأتحاد الأوربي سئلت 17335 امرأة من ضحايا التحرش عن شعورهن بعد ذلك الاعتداء فكانت أكثر المشاعر انتشارا هي الغضب والإحراج والمضايقة كما أن هناك واحدة من كل ثلاثة سيدات من الذين تعرضوا للتحرش يقلن إنهن شعرن بالخوف بينما شعرت حوالي واحدة من كل خمسة نساء بالعار مما حدث؛ وقد يؤدي التحرش الي الضغط والإكتئاب المؤقت أو الدائم ويقول علماء النفس إن الضحايا الذين لا يستسلمون للتحرش قد يتعرضون لأنواع مختلفة من الرغبة في الإنتقام.
ومن الأثار السلبية الناتجة عن التحرش هو تعرض الضحية للإذلال والتفحص والنميمة والذي يترتب عليه انخفاض في الأداء الدراسي أو المهني نتيجه للضغط النفسي الواقع من المجتمع علي الضحايا وفي بعض الاحيان يتم الإفتراء علي الضحية وسمعتها بل وتعرض حياتها الخاصة لتفحص العامة حيث يتم اتهامها مثلا بسبب ملابسها ونمط حياتها وتتعرض الضحية للوم وكأنها الجاني وليست المجني عليه وينتج عم ذلك تأثيرات نفسية على الضحية كالاكتئاب والقلق ونوبات الفزع والكوابيس وصعوبة التركيز وفي حالة تجرأت المرأة وقدمت شكوى ضد المتحرش فإن بعض الأشخاص في مجتمعات بعينها خصوصا مجتمعاتنا الشرقية يلقون باللوم علي الضحية بسبب مظهرها أو حياتها الخاصة وتتعرض للهجوم والتدقيق وللعداء الذي يضطر بعضهن علي أثره الي الإنعزال وهذا ماحدث للاسف في الأونه الاخيره من بعض الأشخاص الذين يبررون التحرش تحت أسباب واهية كالبس المرأة أو زينتها بل وصل الامر لإرجاع السبب لخروج المرأه من منزلها اصلا.
وهنا يكون الرد أيها السيد العاقل المبرر للتحرش بحجة أن النساء هن السبب في ذلك لماذا أيها السيد إذاً يتم التحرش بالاطفال أتذكر واقعة اغتصاب وقتل الطفلة التي لم تكن قد تجاوزت الرابعة من عمرها. دعك من هذا ألم تر الاعتداء الذي تم على طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة؟ ستكون حجتك هي الكبت الجنسي إذاً أيها العاقل لماذا يتحرش المتزوج؟ دعك من مجتمعاتنا الشرقية المنغلقة في دول أوربا حيث الانفتاح والتحرر الجنسي وحرية ممارسة الحب والانفتاح في العلاقات لماذا يكون هناك تحرش لا يوجد كبت جنسي هناك أتصورك تتحجج بلبس المرأه إذا فلتخبرني لماذا يتم التحرش بالمنتقبة لماذا هناك تحرش في الحرم المكي لماذا لم يكن هناك تحرش في سبعينات القرن الماضي على الرغم من انفتاح النساء حينذاك وارتدائهن ملابس يراها من هم علي شاكلتك سيدي تدعو للفسق والفجور وأعتقد اذا كنت موجود حينها لكنت وصفتهن بالمتبرجات عارضات أجسادهن كان ذلك قبل الغزو الوهابي لبلادنا الجميلة ولم يكن هناك تحرش إذا كانت المرأة وملابسها هما سبب التحرش فلماذا يتم التحرش بنزلاء السجون نساء كانوا او رجال تحت مسمي التفتيش الذاتي؟ دعك من هذا أيضا لماذا هناك تحرش في الأوساط المتحضرة المنفتحه مع العلم أن معظم المتحرشين يتمتعون يقدر واف من الحرية الجنسية؟ دعك ممن تراهم فسقة منحلين أيها الملاك الفاضل لماذا يتحرش الشيخ في الكتاب لماذا يتحرش القس لماذا يتم التحرش بالمنتقبة التي سترت جسدها والراهبة التي زهدت في الدنيا قبل أن تجيب علي تساؤلاتي هذه دعني أذكرك بعقوبة التحرش في القانون المصري طبقا للمادة 306 مكرر”أ” أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة لا تقل عن ثلاثة ألاف جنية ولا تزيد عن خمسة ألاف جنية أو بإحدي هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير بإيحاءات أو إشارات أو تلميحات جنسية سواء بالقول أو بالفعل وتكون العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لاتقل عن خمسة ألاف جنية أو هاتين العقوبتين في حالة تكرر الفعل من الجاني من خلال التتبع أو الملاحقة للمجني عليها وفي حالة العودة للفعل تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة.
وتنص المادة 306 مكرر”ب” أنه يعد تحرشا جنسيا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة 306 مكرر”أ” من هذا القانون بقصد حصول الجاني من المجنى عليه علي منفعة ذات طبيعة جنسية بالحبس مدة لاتقل عن سنة وغرامة لا تقل عن عشرة ألاف جنية ولا تزيد عن عشرين ألف جنية أو بإحدى هاتين العقوبتين.
هل رأيت عزيزى المبرر القانون لم يذكر ما إذا كان لبس المرأة مثيرا ام لا لم يقول المشرع أن ذلك سيغير من العقوبة شيء ولم يلق اللوم علي الضحية مثلك فحتى وإن كانت ملابسها لا تعجب سيادتك فهذا ليس مبرر لتحرشك وتحريضك علي انتهاكها وإذا ذكرت لي الدين عزيزي المتدين بطبعك سأقول لك أيها السيد الفاضل صاحب المثل العليا أن دينك قد أمرك بغض البصر أيا كان لبس المرأة حتى وإن كان غير محتشم ألم يقل دينك أن النظرة الأولى لك والثانية عليك هل يمكن عزيزي أن يثار رجل من مجرد نظرة خاطفة عابرة جائت منه دون قصد قطعا محال إذا ياعزيزي لماذا تخالف الدين وتنظ وتدقق وتتفحص جسد وملابس وماكياج وزينة الأنثي ألم ينهاك دينك عن هذا؟ ولماذا لا يستطيع ذكر بالغ راشد ناضج عاقل محسوب علي الذكور رجلا أن يتحكم في شهواته أليس غريبا أن تكون كامل العقل لك القوامة ولا تسطيع كبح شهواتك تجاه من تدعوها ناقصة عقل في إنتظار إجابتك إذا وجدتها عزيزي المبرر المدافع عن المتحرشين.
عذراً التعليقات مغلقة