تركيا تستعين بالبارزاني لمواجهة الخطر الكردي

فريق التحرير24 أغسطس 2016آخر تحديث :

اردوغان و البرزاني
تأخذ زيارة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني إلى تركيا الثلاثاء بعدا جديدا يتميّز عن سلسلة الزيارات التي ما برح الزعيم الكردي يجريها لأنقرة. فقد تبدّل المشهد الإقليمي بشكل دراماتيكي منذ محاولة الانقلاب في تركيا والتقارب التركي الروسي الإيراني، إضافة إلى انتعاش الطموحات الكردية في المنطقة من خلال حراك الأكراد في سوريا وإيران وتصاعد هجمات حزب العمال الكردستاني في تركيا.
ويعترف مراقبون بأن أنقرة، كما طهران، باتت تخطب ودّ مسعود البارزاني، وهو الذي يحظى برعاية أميركية معلنة.

وترى أوساط سياسية تركية أن أنقرة تحتاج إلى موقف متضامن من قبل البارزاني في مسألة إدانة “الإرهاب” الذي تتعرض له البلاد، لا سيما من قبل حزب العمال الكردستاني. كما تحتاج إلى موقف ضد الطموحات الفيدرالية التي يسعى إليها حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” بقيادة صالح مسلّم، والذي تعتبره أنقرة ذراعا لـ”بي كا كا”.

وتضيف هذه الأوساط أن تركيا تحرص على الحصول على موقف حليف يصدر عن البارزاني قبل يوم من استقبال تركيا لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن.

وفيما كان البارزاني من أول المدينين لمحاولة الانقلاب في تركيا، إلا أنه دعا إلى ضرورة “إنهاء سفك الدماء بين الأكراد والأتراك، لأن الطريق الصحيح هو السلام والتعايش المشترك”، منتقدا “الوضع غير الطبيعي للمواطنين الأكراد في تركيا”، معتبرا أن حدث الانقلاب يشكّل فرصة للعودة إلى الحوار بين أنقرة والأكراد من أجل التوصّل إلى تسويات لمصلحة الطرفين.

ولم يفهم ما إذا كان رئيس إقليم كردستان العراق نفسه بصدد لعب دور الوسيط في هذا الشأن، أو ما إذا كان الـ”بي كا كا” يعتبره جديرا بدور من هذا النوع بسبب قربه من حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان.

ويلاحظ دبلوماسيون غربيون الحذر الشديد الذي ينتهجه البارزاني في التعامل مع الأجندات الإقليمية والدولية في المنطقة وتهميشه للعامل الأيديولوجي الذي يتحكّم بالحركات الكردية.

ورغم أن البارزاني لا يخفي توقه إلى استقلال كامل للإقليم، إلا أنه يأخذ حساسيات تركيا وإيران بعين الاعتبار ولا يستبق الحسابات الأميركية في المنطقة.

ويلاحظ باحثون في الشؤون الكردية، أن الرجل الذي يزور تركيا حاليا، والذي يعمل ميدانيا على منع حزب العمال الكردستاني من اتخاذ الإقليم قاعدة خلفية لشنّ هجمات ضد تركيا “رغم تمركز قيادته في جبل قنديل”، فإنه أكد في الأيام الأخيرة على لسان رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجرفان البارزاني أن الإقليم “سيتصدى لكل من يعرض استقرار إيران للخطر”.

وتتخذ تركيا من إقليم كردستان العراق مثالا على قدرتها على التأقلم مع تشكّلات كردية والتعاون معها طالما أنها تحترم مصالح تركيا.

ويعتبر مقربون من البارزاني أن الزيارة إلى تركيا تحسّن تموضع الإقليم في المشهد الإقليمي العام بحيث يأتي مكملا لخرائط التقارب الروسي الإيراني التركي.

لكن هؤلاء يعوّلون على حسن العلاقة مع الجوار لتدعيم أوراق البارزاني في صراعه في الداخل العراقي والذي يتعرض بسببه لضغوط عنيفة من حكومة حيدر العبادي في بغداد.

وأثيرت في الآونة الأخيرة أسئلة كثيرة حول نوايا الأكراد في العراق بعد تحرير الموصل من تنظيم داعش، لا سيما مصير المناطق التي يسيطرون عليها بين إخلائها بعد انتهاء العمليات أو ضمّها إلى الإقليم.

وقال الباحث في الشؤون التركية الكردية ويسي تاك لـ”العرب” إن رحلة البارزاني إلى أنقرة مرتبطة بالتقارب التركي الروسي الإيراني، والإعلان عن أن الأكراد يشكلون خطرا على تركيا وإيران.

وعزا تاك الزيارة إلى التطورات في الموصل بالعراق وهي التي تعتبرها تركيا منطقة حساسة، لذلك لا تريد بقاء الأكراد فيها بعد استعادتها من داعش.

وكشف عن أن أحد أسباب الزيارة يتعلق بالتواجد الكبير لحركة المعارض التركي فتح الله كولن في كردستان العراق، حيث يمتلك عدة مؤسسات بالإقليم، لذلك ستحاول تركيا إقناع البارزاني بحظر هذه الحركة.

ويرى المراقبون أن تركيا تحاول أن تقول للمسؤولين الإيرانيين تعاونوا معنا ضد أكراد سوريا ويمكننا أن نتعاون معكم عبر قيادات كردية في العراق لضبط الحدود العراقية الإيرانية ومنع المقاتلين الأكراد من التسلل إلى إيران.

* نقلاً عن: “العرب”

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل