هنا مدينة معرة النعمان، في قرية صغيرة إسمها دير شرقي وهي تقع إلى الشرق من المدينة عدة كيلومترات.
هنا ضريح الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز، يرقد بسلام منذ أكثر من 1300 عام.
من هنا مر المغول، من هنا مر التتار، من هنا مر الصليبيون، من هنا مر الفرنسيون، من هنا مر أكابرة الطغاة و المجرمين عبر التاريخ، لكن رغم إجرامهم المشهود، مر الجميع بسلام و إحترام لضريح الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز.
لكن ما إن مر من هنا شبيحة الأسد إلا دمروا المقام ونبشوا القبر ودنسوا المكان.
والأسئلة التي توجه إلى هؤلاء الصعاليك؟
– الذي ترك قصور الخلافة في دمشق وعاش في بيته الطيني كمواطن بسيط وهو خليفة أعظم “إمبراطورية” على وجه الأرض في عهده هل سيأبه بنبش قبره؟
– والذي ترك مواكب الحراسة الملكية وركب بغلته وطاف بها في عرض البلاد وطولها وحيداً ، فهل سيأبه بما فعله أولئك الأوغاد وهم يفردون عضلاتهم على رفات قبر عمره أكثر من ألف عام؟
– هل سيأبه هذا الرجل الإستثنائي العظيم في تاريخ البشرية بما فعلته تلك الحثالة؟!
هيهات هيهات، لن تستطيعوا أن تمحو اسمه الخالد بنبش قبره، وهدم ضريحه، وقد حفر اسمه في جبين تاريخ الإنسانية، ونقشت سيرته في وجدان الأجيال والشعوب.
لكننا لا نستطيع أن ننكر، ونعترف لكم، بأنكم استطعتم أن تخصصوا لأنفسكم مساحة لا بأس بها من صفحات التاريخ أيضاً، كأقذر وأحقر طغمة حاكمة عرفتها سوريا خاصة والبشرية عامة.
فالتاريخ لا يزال يذكر أن دمشق حكمها ذات يوم أعدل حاكم عرفته البشرية، إنه عمر ابن عبدالعزيز.
و لن ينسى التاريخ أيضاً أن دمشق حكمها أقذر حكام عرفتهم البشرية إنهم بيت الأسد.
و لا يزال التاريخ يذكر أنه لم يبق فقير في عهد عمر ابن عبدالعزيز على امتداد دولته والتي كانت تتراخى في رغد و طمأنينة وأمان من اليمن جنوبا إلى تركيا شمالاً، ومن الأندلس غربا إلى بلاد السند والهند شرقاً.
و لن ينسى التاريخ كيف مات الناس من الجوع في سوريا، وأكلوا أوراق الشجر، والقطط والكلاب، في ظل “القيادة الحكيمة” لبيت الأسد.
و لا يزال يذكر التاريخ أن أهالي البوادي بشهادتهم “حتى الذئاب لم تعد تهاجم ماشيتنا” في عهد عمر بن عبدالعزيز.
و في عهدكم آل الأسد سيذكر التاريخ كيف لم تتركوا كلباً في الدنيا إلا واستعنتم به لكي ينهش بلحوم الأبرياء من الشعب السوري.
لا يزال يذكر التاريخ كيف استطاع عمر بن عبدالعزيز أن يبني “إمبراطورية” عدله وحضارته خلال ثلاثين شهراً فقط.
و أنتم بقيتم تستنزفون خيرات البلاد وتمصون دماء العباد على مدار خمسين عاماً ولم تشبعوا ولم ترتووا.
لا يزال يذكر التاريخ أن فاطمة زوجة الخليفة عمر بن عبد العزيز كيف تخلت عن كل ما تملك من ذهب ومجوهرات وأملاك إلى بيت مال المسلمين فور تسلم زوجها الخلافة، عندما خيرها بين أن تتخلى عن مالها أو أن يطلقها، واختارت زوجها وحياته الزاهدة.
نعم هذه فاطمة بنت الخليفة عبدالملك بن الخليفة مروان والتي قال فيها الشاعر:
بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها
و سيذكر التاريخ كيف أن “سيدة الجحيم”، “سيدة الدمار” زوجة المجرم بشار ، تحاول أن تتربع كإمبراطورة فوق جماجم وأشلاء الشعب السوري الجائع المستضعف، بعد عشر سنوات من حرب بربرية مدمرة.
نعم إنه عمر ابن عبد العزيز الذي عاش حياة الجوع و الفقر والزهد من أجل أن تعيش الأمة حياة الرغد والرفاهية.
نعم إنه عمر إبن عبدالعزيز الذي بكى بكاء شديداً حين علم بخبر تكليفه بالخلافة وقال إنه حمل تنأى عنه الجبال.
نعم إنه عمر ابن عبد العزيز الذي صعد المنبر واعتذر عن الخلافة لكن الناس أجبروه عليها وقالوا لا يوجد خير وأصلح منك للخلافة يا عمر.
نعم إنه عمر إبن عبدالعزيز جده من أمه فاروق الأمة وثالث الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وجدته من أمه تلك البنت التي رفضت خلط الحليب بالماء في جوف الليل مخافة الله عز وجل.
نعم إنه عمر بن عبدالعزيز الذي بكاه إمبراطور الروم عندما توفاه الله وقد جمع حاشيته وقال لهم لقد مات اليوم ملك العرب العادل.
و أنتم “آل الأسد” في كل لحظة تصب الناس اللعنات على الأحياء و الأموات منكم.
عذراً التعليقات مغلقة