بوتين يعين “حاكماً” لسوريا.. وشرايين الاقتصاد تُفتح بقرار روسي تركي

فريق التحرير26 مايو 2020Last Update :
ألكسندر يفيموف المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سوريا

ياسر محمد – حرية برس:

في حالة تعيد إلى الأذهان “بريمر” الحاكم الأميركي للعراق عقب الغزو عام 2003، عين الرئيس الروسي بوتين “مبعوثاً خاصاً” له في سوريا، يتحدث باسمه ويباشر المصالح الروسية في سوريا وكأنه “حاكم” فعلي، أتى هذا القرار تزامناً مع تطور اقتصادي وسياسي كبير تمثل بفتح طريق حلب- الرقة- الحسكة أمام العبور والحركة الاقتصادية، بقرار تركي روسي، وهو ما يشي بالانتقال إلى مرحلة لاحقة من تنفيذ الاتفاقات التركية الروسية التي ربما لم تخرج كلها إلى العلن.

وفي التفاصيل، أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، مرسوماً بتعيين ألكسندر يفيموف، السفير الروسي لدى سوريا، “ممثلاً خاصاً له لتطوير العلاقات مع سوريا”؛ الأمر الذي عده محللون وسياسيون احتلالاً رسمياً وفرض حاكم روسي على البلاد.

ويعيد هذا التعيين إلى الأذهان تجربة السفير الأميركي “بول بريمر” الذي عيّنه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش (الابن) رئيساً للإدارة المدنية للإشراف على إعادة إعمار العراق بعد 2003، لكنه عُرف بـ”حاكم العراق”.

الناطق باسم هيئة التفاوض، يحيى العريضي، كتب على صفحته في تويتر أن الخطوة الروسية هي بمثابة إعلان انتداب على سوريا، مشبها بشار الأسد بسلطة “فيشي”.

ويسمح هذا القرار للسفير “يفيموف” بالحديث في دمشق باسم بوتين لرعاية الشؤون الروسية التي تشمل قواعد عسكرية في “حميميم وطرطوس والقامشلي”، وطموحات عسكرية وسياسية. وأعلنت موسكو أن المرسوم، الذي نشر في الموقع الرسمي للمعلومات القانونية، دخل حيّز التنفيذ ابتداء من يوم أمس الإثنين.

إلى ذلك، وفي تطور اقتصادي بارز، قالت وسائل إعلام إنّ طريق االدولي “إم4” من جهة الرقة ـ الحسكة أصبح مفتوحاً رسمياً، أمام المدنيين والحركة التجارية بضمانات روسية- تركية.

ويربط الطريق الذي تسيطر على نحو 80 كيلو متر منه فصائل “الجيش الوطني السوري” والقوات التركية، بين شمال شرق سوريا (حيث تسيطر ميلشيات “قسد”) وبين داخل سوريا والساحل الذي يسيطر عليه النظام.

ويوم أمس الإثنين وصلت أول قافلة مدنية من محافظة الحسكة إلى مدينة عين عيسى بريف الرقة، عبر الطريق “إم4″، وذلك بعد التوصل إلى تفاهمات بين القوات الروسية والتركية المسيطرة في المنطقة.

وكان اتفاق الطريق الدولي “إم4” الذي يصل بين محافظات (الحسكة، الرقة، حلب، إدلب، اللاذقية) قد أنجز بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في الخامس من آذار الماضي، بعد هجوم النظام والروس على إدلب وإعادة احتلال أجزاء كبيرة منها، وقد نجح الاتفاق بوقف الهجوم، مع فتح الطريق الدولي وتسيير دوريات تركية روسية عليه ما بين سراقب وجسر الشغور، إذ يسيطر نظام الأسد على الطريق بعد ذلك من جسر الشغور إلى اللاذقية.

ومع أن ذكر الجزء الآخر من الطريق ما بين حلب والحسكة لم يرد في الاتفاق وقتها، إلا أن حدوثه الآن يدل على وجود تفاهمات بخصوصه، علماً أن فتح الطرق الدولية (إم 5 حلب دمشق، وإم4 حلب اللاذقية) كان بنداً أساسياً على جدول أعمال مباحثات “أستانا” منذ عام 2017 برعاية الثلاثي الضامن (روسيا وتركيا وإيران)، إلا أنه لم يتحقق إلا بعد إحراز روسيا تقدماً عسكرياً كبيراً مطلع عام 2020 وتحقيق تفاهمات واتفاقات مع تركيا بعيداً عن الطرف الثالث (إيران) التي انكفأت بشكل ملحوظ في سوريا عسكرياً وسياسياً.

Comments تعليق واحد

Sorry Comments are closed

  • Ahmad
    Ahmad 27 مايو 2020 - 12:54

    كلامكن كلو تضليل وما لو معنا من الصحة والدقة اقصدك بكلامكن “تفسير وعرض الاحداث ”
    يعني تهويل
    بكرى الايام تثبت للناس زيف وكذب هكذا مكائد

عاجل