• لا يوجد في سورية “صراعات ضمن النظام” أو “ضمن الطائفة” أو “ضمن العائلة الحاكمة”. ثمة تباينات أو اختلافات وجهات نظر في حدود المعقول تحسم دائما لصالح الرئيس الذي يجمع في شخصه والنظام والدولة والمجتمع، ويناط به بحكم الدستور صلاحيات تفوضه سلطة مطلقة لا ينافسه فيها أحد ولا تسمح بوجود أقران أو منافسين. كل من في النظام بحاجة لحماية الرئيس وليس بالضرورة أن يكون الأخير بحاجة لهم ما دام قادرا على استبدالهم.
• لم يكن رامي مخلوف أو عائلة مخلوف جزءا من الحلقة الضيقة للنظام في مرحلة حافظ الأسد رغم وجود بعضهم في مواقع قيادية في الجيش والقوات الأمنية. خرج رامي مع ولادة النظام الجديد بوجه النيوليبرالي المشوه القائم على تحالفات اقتصادية بين أبناء الضباط الفاسدين تجارا وطبقة التجار في المدن الطامحين لمداخل سلطوية تسهل أعمالهم.
• تقمص رامي مخلوف شخصية التاجر الشامي، ابن السوق وثقافته، وأتقنها أيضا حتى تلبسته فأنسته أصله الذي لم يكن له مكان في النظام الجديد إلا عند الازمات الاجتماعية. عقد صفقاته وتحالفاته بمنطق التاجر الذي يحكم السوق ولا يسمح للغريب (المستثمر الخارجي) بمنافسته حتى وإن اضطر إلى مشاركته مؤقتا. انظروا الى حديثه واستحضاره الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. هو لا يمثل على الإطلاق بل يعبر عن شخصيته الحقيقية حتى داخل مخبئه في جبال اللاذقية.
• رامي وطبقته الجديدة وسياسات النظام النيوليبرالية كانت الرافعة التي سوقت بشار الأسد وحفرت قبره في ذات الوقت. التضحية به كانت مطروحة منذ بداية الثورة، لكن الحاجة إلى تمويل عمليات النظام ورعاية أسر قتلاه وأنسنة بعض نشاطاته ضمن الفضاء الاجتماعي للطائفة العلوية أوجدت مكانا له تحت مسمى “النشاط الخيري” الذي أتقنه أيضا.
• بعد 10 سنوات من الحرب، ظهرت طبقة رجال أعمال جديدة تضم مغامرين ترعرعوا في فضاء رامي ليخرجوا عنه مع حاجة النظام الى شخصيات لا تلاحقها العقوبات أو على الأقل قادرة على التهرب منها. أصبح رامي عبئا على بشار، لكن الأخير بحكم انشغاله بتثبت حكمه بعد التدخل الروسي لم يكن لديه الوقت اللازم لفتح الملفات بالكامل.
• التوقيت اليوم مناسب، رامي مكروه من الجميع داخل النظام وخارجه، والنظام بحاجة إلى بعض السيولة ومنح تجار الحرب الجدد بعض المكاسب على خدماتهم السابقة. الاستحواذ الذي أراده النظام هادئا، دون شوشرة، ربما لن يحصل كذلك، لكن لا سبيل لمقاومته. لا روسيا قادرة ولا أي أحد قادر أن يحميه إذا قرر بشار ذلك.
• قد تكون لأسماء الأخرس يد في ذلك، فهي تريد إعادة صياغة مفهوم وحدود العائلة الحاكمة بعد وفاة أنيسة وبلوغ نجلها الجهبذ الثامنة عشر. تحتاج الأخيرة إلى حصر السلطة الاقتصادية والسياسية داخل عائلة بشار الصغيرة بعد أن تعبت من الأدوار الإنسانية عن الطفولة والمرأة خلال العقدين الماضيين، والتي لم تؤت أوكلها. فرواية زهرة في الصحراء لم تعمر. لقد تحولت سيدة الياسمين إلى صبارة بور لا طيب فيها.
• قد ينفد رامي بجلده على صيغة رفعت، لكنه انتهى سياسيا واقتصاديا. هو لا ينتظر رحمة بشار بمقدار ما ينتظر جهة إقليمية او دولية تخرجه مع بعض الاستثمارات خارج المعركة التي خسرها بالكامل.
عذراً التعليقات مغلقة