علي عز الدين- حرية برس:
توفيت الطفلة “سهام الأشتر” ذات الخمس سنوات نهاية شهر آذار/ مارس الماضي، في مدينة طرابلس اللبنانية بعد تردي وضعها الصحي، على خلفية تقاعس الكوادر الطبية والجهات المعنية بالحالات الصحية في لبنان وعلى رأسها مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي كانت على اطلاع مباشر بحالة الطفلة.
في حديث لحرية برس مع “خالد الأشتر” والد الطفلة سهام، يقول: توفيت ابنتي في آخر شهر مارس الماضي بعد تدهور وضعها الصحي ونتيجة سوء الواقع الطبي في لبنان، حيث إنني قمت بنقل ابنتي إلى أكثر من مشفى ومركز طبي في لبنان دون أن أجد مركزاً يهتم بحالتها ويوفر لها احتياجاتها الطبية، بعد أن سقطت سهام من على سلم المنزل على رأسها، في 25 فبراير الماضي، بدأت تشعر بألم شديد في الرأس وإقياء متكرر، ومن هنا بدأت مسيرة التنقل بين المراكز الطبية اللبنانية المكلفة للغاية، علما أنني من اللحظة الاولى قمت بإعلام مفوضية الأمم المتحدة عن حال طفلتي، وفي البداية كان قد رفض ارفاق حالتها بالملف الخاص بي لدى مفوضية اللاجئين لعدم ايفائي للشروط على حسب قول موظفي المفوضية.
الأيام الأخيرة قبل وفاة سهام
يقول والد سهام لحرية برس: خلال مراحل مرض طفلتي لم أقطع الاتصال بهيئة الأمم المتحدة أبدا ولكن كانت أقرب فرصة يتم التجاوب معي من قبلهم هي أربعة أيام، وقد احتاجت سهام بالفترة الأخيرة إلى صورة رنين مغناطيسي حيث إن تكلفة هذه الصورة قرابة 450 ألف ليرة لبنانية وأنا لا أملك منها سوى 70 ألف ليرة لبنانية، على إثرها خاطب المركز الطبي هيئة الأمم لتحمل باقي المبلغ، وقبلت هيئة الأمم وقاموا بتكفل باقي المبلغ، وتم معاينة الحالة من قبل أحد الاطباء في المركز و أكد على ضرورة العمل الجراحي للكتلة التي نشأت في دماغ الطفلة.
وبعد قرابة ثلاثة أيام من الانتظار غابت سهام عن الوعي وأخبرني أحد المعنيين في المركز الطبي أن دماغها قد تلف بشكل شبه كامل بسبب الكتلة المتربعة في الدماغ، وقال لي “اسئل علماء المسلمين في شرعية نزع الأجهزة الطبية عن الطفلة ودفنها بوضعها الحالي” هنا رفضت بشكل قطعي وقلت له نحاول لآخر لحظة كتب لنا فيها مساعدتها.
ظروف قاهرة
يعمل والد سهام بأجر قدره (10 دولار أميركي) في اليوم الواحد في الأعمال الحرة، ويعاني هو وعائلته من ظروف معيشية صعبة، بعد تهجيره من شمال حمص وسط سوريا أواخر العام 2013.
يشار إلى أن المتحدثة الرسمية باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئيين في الشرق الأوسط “رولا الأمين” على اطلاع كامل بحالة الطفلة، وفي مداخلة لها على قناة العربية قامت المذيعة “ريما مكتبي” بالتوسع بالحديث عن الطفلة حيث سبق أن تواصلت مع أهل الطفلة وحاولت مساعدتهم من خلال توجيه بعض الجهات الطبية المعنية في اللبنان ولكن دون جدوى أو اهتمام من قبل الجهات الطبية والصحية بشكل عام في لبنان.
يذكر أن اللاجئين السوريين في لبنان يعانون من ظروف انسانية و معيشية قاسية في ظل تعرضهم لكثير من حالات لتمييز العنصري وتقاعس الجهات الإنسانية والحقوقية عن حمايتهم.
عذراً التعليقات مغلقة