يبدو أن ما يسمى القانون /٦ / الصادر عن رأس العصابة الحاكمة في سوريا بتاريخ ٢٢ / ٣ لعام
٢٠٢٠ تحت عنوان مرسوم العفو لا يختلف بالشكل ولا بالمضمون عن كل مراسيم العفو التي صدرت بعد اندلاع الثورة السورية العظيمة فكل هذه المراسيم لا تعدو كونها مجرد فقاعات ليس إلا لذرّ الرماد في العيون وهي لا تشمل في معظم موادها سوى بعض المخالفات والجنح (حوادث سير) وبعض الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكري المتعلقة بجرائم الفرار الداخلي والخارجي.
ومما لا شك فيه وقد أصبح واضحاً أن الغاية من تلك المراسيم المضللة هي تشجيع الشبان المتوارين والمتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية للعودة إلى حظيرة عصابة الأسد من أجل الالتحاق بصفوف قواته ومليشياته وذلك ليصار إلى زجهم بجبهات القتال وخاصة بعد أن تكبدت قواته ومليشياته الآلاف من القتلى في المعارك الأخيرة على تخوم إدلب وفي محافظة درعا.
إن تلك المراسيم التي تصدر عن هذه العصابة الحاكمة ليس الهدف منها بالنتيجة سوى التغرير بضعاف النفوس من الشبان الذين عزفوا عن الالتحاق بمليشيات هذه العصابة المجرمة والذين تخلفوا عن خدمة مشروعها الإجرامي في سوريا، فهي لا تهدف إلا للتغرير بهم واستمالتهم من أجل العودة إلى حظيرة النظام وكنفه.
ويلاحظ في تلك المراسيم المزعومة خلوها من أي مادة أو بند يتعلق بمئات الألوف من المعتقلين والمغيبين قسراً في سجون عصابات الأسد على خلفية التظاهرات السلمية التي اجتاحت ساحات سوريا في مطلع العام ٢٠١١ عقب اندلاع الثورة السورية العظيمة.
عن أي عفو يتكلم هذا المجرم المارق بشار الأسد وهو الذي دمر بطائراته ومدافعه كل شبر بسوريا وقتل ما لايقل عن مليون ونصف المليون سوري وهجر الملايين للمخيمات وبلاد المهجر؟
عن أي عفو يتكلم هذا السفاح وهو الذي جلب لسوريا كل المجرمين من إيران وروسيا والعراق وأفغانستان ولبنان وسلطهم على الشعب السوري الذي هتف بإسقاطه ليستبيحوا دماء وأموال وأعراض هذا الشعب العظيم؟
عن أي عفو يتكلم هذا المجرم المعتوه وقد ملأ معتقلاته السرية والعلنية بكل سوري نادى بالتغيير والحريه والكرامة والعدالة؟
عن أي عفو يتكلم هذا اللقيط وقد قامت مليشياته وعصاباته المجرمة بتصفية عشرات الألوف من المعتقلين بسجونه ومعتقلاته وحرق جثثهم وتحويلها إلى رماد في أفران الصهر التي شاهدها العالم أجمع في مسلخ صيدنايا البشري.
ولكن للاسف إن تخاذل المجتمع الدولي هو من أبقى هذا المجرم وعصابته حتى الآن على رأس السلطة في سوريا وجعله يصدر تلك المراسيم التي هي عار على الإنسانية وعلى الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والانسانية. لأن المكان الحقيقي للمجرمين هو خلف قضبان العدالة.
ولا بد أن طريق العداله صعب وشاق ولكننا عازمون إن شاء الله على مواصلة الدرب وإيصال الأسد وأعوانه المجرمين إلى المحاكم حيث سيلقون جزاءهم العادل.
فلا سلام بلا عدالة.
عذراً التعليقات مغلقة