يستعيد المجرم بشار الأسد اليوم مكانته الهامة في المنظومة العالمية بعد أن كان مهدداً بالإزاحة، و بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه، في تدمير سوريا وقتل وتهجير أهلها.
لكن بعد أن دخل الجيش التركي وبات في مواجهة مباشرة مع الميليشيات الأسدية، عاد المجرم بشار الأسد اليوم الرجل الأكثر أهمية في المنظومة العالمية لكي يوكلوا له مهمة الحرب مع تركيا.
ومن أجل ذلك سيحافظون على حياته اليوم أكثر من أي وقت مضى، وسوف يغدقون عليه كافة أنواع الدعم المعنوي والمادي بالسر والعلن لتأدية هذه المهمة، والتي لطالما انتظروها للنيل من الدولة التركية. تركيا الدولة المتصاعدة كقوة إقليمية وعالمية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
وهو بالمقابل أكثر من جاهز، كيف لا وهو الذي يرى كوابيس الموت وحبل المشنقة يلف على عنقه كل ليلة.
فبشار الأسد اليوم كتب له عمر جديد على الأقل على كرسي السلطة، وهو في مرحلة جديدة وحرب طويلة، وهو الذي كان موقن أن نهايته ستكون مع أي إنهاء للحرب في سوريا، حتى لو سيطرت ميليشياته مع قوات حلفائه على إدلب و كل شبر من سوريا.
اما اليوم يعود كرئيس دولة في حرب خارجية وهذا ما يسكت صوت الشارع الجائع لديه، وسيقدم نفسه بطلاً وطنياً أمام حاضنته التي ملته وسئمته وملت وسئمت نظامه جملة وتفصيلا.
طبعاً هذا لا يعني أنني كرأي شخصي ضد التدخل التركي في سوريا، بل على العكس فأنا من أول المؤيدين للتدخل التركي في سوريا، وكتبت مقالاً قبل عدة سنوات قلت فيه أن تركيا تأخرت كثيراً بالتدخل في سوريا وستدفع ثمن هذا التأخر ثمناً باهظاً، وهذا ما يحصل اليوم.
لكن ما أريد قوله أن تركيا مخطئة ومخطئة جداً إذا اعتبرت أن الرد على قتل جنود أتراك سيكون بقتل جنود للأسد أو عبر تدمير آليات أو معدات لعصابته.
فإذا كانت تركيا دولة مدنية ديمقراطية و قتل أو جرح أي عسكري أو مواطن تركي يؤثر عليها، فالعصابة لا تكترث كثيراً و لا تبالي لو قتل عنصر أو ألف أو أكثر من جنودها، والسنوات التسع الماضية تؤكد ذلك.
فهذه العصابة قتل من جنودها حوالي نصف مليون وقتلت هي بنفسها حوالي مليون مواطن سوري وهجرت عدة ملايين من الشعب السوري، ولا تزال تعيش حياتها بالطول والعرض في قصورها الرئاسية، وكأن شيئاً لم يكن.
فتركيا اليوم ستكون خاسرة جداً إذا فتحت حرباً تقليدية على النظام السوري حتى لو أخذت كل حدود سوتشي اليوم، حسب مطالبها، لكنهم مع مرور الأيام سينقضون كل الإتفاقيات الحالية معها، وسيقلبون الطاولة عليها من جديد.
لا سبيل أمام تركيا اليوم إلا النيل من شخص المجرم بشار الأسد، أو تقويض عمل عصابة نظامه، فالإخوة الأتراك اليوم دخلوا في عنق الزجاجة لتأخرهم بالماضي، وسوف يخنوقنهم داخل الزجاجة إذا لم يجدوا طريقة ما للنيل من النظام الأسدي وعلى رأسه المجرم بشار.
نسأل الله النصر و الظفر لكل من يقاتل هذا النظام المجرم السافر.
تقبل الله الشهداء من الأخوة الأتراك ومن أبطال ثورتنا وشافى الله الجرحى، وهيأ لنا ولهم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا إنه على كل شيء قدير.
عذراً التعليقات مغلقة