إن مؤتمر برلين بخصوص الأزمة الليبية، والذي دعا إليه الأوربيون والعرب بحماس وإصرار لم يسفر سوى عن ضغط دولي كثيف على تركيا استثمرته روسيا للتحلل من اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية.
فقد أظهر مؤتمر برلين سوءات من حضروا عند تناسوا خلافاتهم، ورصوا صفوفهم بمواجهة تركيا التي لم تكن تهدف في ليبيا إلا لحماية الشرعية الوطنية، وتحقيق الاستقرار والسلم الأهلي، وإبعاد ليبيا عن سيناريو حرب أهلية غير معروفة النتائج والمصير.
ولو نظرنا إلى مؤتمر برلين من زاوية قانونية نرى بأنه مؤتمر دولي يضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية التي أجمعت عليها الأمم المتحدة والتي تهدف لضمان السلم الدولي.
فما زالت الإمارات ومصر ومن لف لفيفهم من المستعربين يدعمون الطرف الباغي في ليبيا والذي لا يملك أي شرعية، سوى شرعية العصابات الدولية التي لا تهدف إلا لطمس الإرادة الشعبية والقرارات الدولية.
الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن المنظومة الدولية وما انبثق عنها من قرارات دولية فيما يتعلق بحفظ الأمن والسلم الدولي فإنها لا تعدو سوى حبر على ورق.
وها هي سورية الآن تحترق بآلة القتل الروسية والإيرانية والأسدية أمام مرأى ومسمع هذه المنظومة، التي تقف عاجزة عن إيقاف شلال الدماء ومحاسبة المجرمين والقتلة.
وأختم بالقول بأن الأمم المتحدة ومن خلفها مجلس الأمن الدولي أضحت اليوم منظومة لحماية القتلة والمجرمين من خلال الفيتو الروسي والصيني اللذين لم يُستعملا إلا لأجل ذلك.
عذراً التعليقات مغلقة