ياسر محمد- حرية برس:
تزامناً مع العمليات العسكرية الوحشية التي تشنها قوات الأسد مدعومة بسلاح جو المحتل الروسي على جنوبي محافظة إدلب، تروج وسائل إعلام النظام لعملية عسكرية برية كبيرة تستهدف المنطقة ذاتها، على الرغم من وجود 4 نقاط مراقبة تركية فيها، إذ يقوم سيناريو النظام على الالتفاف على تلك النقاط، ومن شأن هذه الشائعات أن تزيد في حجم حركة النزوح التي تتصاعد فعلاً بسبب تواصل الهجمات على مدينة معرة النعمان والبلدات المحيطة بها.
وفي التفاصيل، قالت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد، إن قوات النظام باتت على أهبة الاستعداد لشن عملية عسكرية برية باتجاه مدينتي معرة النعمان وسراقب، اللتين تعدان أهم نقطتين على الطريق الدولي (حلب- دمشق).
وأشارت الصحيفة إلى أن النقاط التركية الأربع المنتشرة في تلك المنطقة، وهي نقاط: “الصرمان وتل الطوقان والعيس والراشدين” بالإضافة إلى نقطة “معرحطاط”، لن تشكل عائقاً أمام تقدم قوات النظام على غرار ما حدث في نقطة “مورك” في ريف حماة، التي تصلها الإمدادات من طريق نقطة عسكرية روسية. وشهدت الأيام الماضية تصعيداً عسكرياً غير مسبوق على إدلب من قبل النظام وحليفته روسيا منذ إعلان الضامنين تهدئة معلنة أواخر آب الماضي.
وتركز القصف على منطقة معرة النعمان في محاولة لتفريغها من أهلها وإجبارهم على النزوح، بسبب موقعها الواقع على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وحلب.
وفي بيان صدر عنه أمس الأربعاء، اعتبر الدفاع المدني أن روسيا تهدف إلى تهجير ما تبقى من السكان وقتل أكبر عدد منهم في معرة النعمان، قائلًا: إن الطائرات الروسية تتعمد استهداف مقومات الحياة في معرة النعمان وقراها، بعد استهداف مراكز إسعافية وخدمية وأسواق شعبية.
وأضاف البيان أن كارثة إنسانية تهدد أكثر من 100 ألف مدني يعيشون في المنطقة بسبب استمرار القصف ومحاصرة الطائرات الحربية لهم، واستهداف آلياتهم عند محاولة النزوح.
وسجل الدفاع المدني ومنظمات محلية سقوط نحو 46 شهيداً ومئات الجرحى خلال الأيام الثلاثة الماضية. وخلال 4 أيام، نزح حوالي 70 ألف مدني من المنطقة المستهدفة، وفق فريق “منسقو الاستجابة في الشمال”، وقال مدير “مسنقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، لصحيفة عنب بلدي، اليوم الخميس، إن حركة النزوح تتركز في مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي المتمثل ببلدات “الدير الشرقي والدير الغربي ومعصران وتلمنس وظهرة تلمنس ومعرشورين ومعرشمارين والحراكي وأبو مكة”.
وأضاف حلاج، أن الفريق وثق منذ أربعة أيام نزوح نحو 70 ألف نسمة من البلدات إلى مناطق أكثر أماناً، واصفاً حركة النزوح بـ”الهائلة”، مع توقعات بازدياد العدد في الأيام المقبلة نتيجة استمرار النزوح والقصف الجوي المركّز على تلك المناطق.
من جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن هناك 50 ألف شخص يتوجهون من محافظة إدلب نحو الأراضي التركية في الوقت الحالي. وأوضح أردوغان رداً على أسئلة صحفية في كوالالمبور: “حالياً هناك 50 ألف شخص يتجهون من إدلب نحو أراضينا، ويوجد بالفعل 4 ملايين لاجئ في بلادنا، ربما سيزداد هذا العدد”.
ولم يتطرق الرئيس التركي إلى جهود تبذلها بلاده (بصفتها طرفاً في اتفاق هدنة إدلب) لوقف إطلاق النار. ولم يكتف رأس النظام الإيراني بالمحرقة التي تحدث في إدلب، بل طالب الرئيس التركي بدعم موقف نظام الأسد في حربه على إدلب!.
ودعا روحاني نظيره التركي (خلال اجتماعهما في قمة كوالالمبور الإسلامية)، اليوم الخميس، إلى التعاون مع “الحكومة السورية (نظام الأسد) لطرد الجماعات الإرهابية من مدينة إدلب لينعم أهالي هذه المدينة بالسلام والأمن”!.
ورداً على الانتهاكات والجرائم الوحشية، وفي محاولة لإلزام تركيا بالتحرك كـ”ضامن لوقف النار في إدلب”، دعا عدد من الناشطين المدنيين والمراصد الموجودة في الشمال السوري إلى مظاهرات غداً الجمعة، في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وقال مسؤولون محليون إن الهدف من التظاهر والاعتصام على الحدود التركية هو “مطالبة الضامن التركي النظر بعين الاعتبار بشكل جدي لإدلب”.
يذكر أن تركيا وروسيا وقعتا في أيلول عام 2018 اتفاقاً يقضي بوقف إطلاق نار ممتد في إدلب، نشرت تركيا بموجبه 12 نقطة مراقبة في المحافظة وجوارها، إلا أن روسيا نكثت الاتفاق وهاجمت إدلب رفقة قوات الأسد أكثر من مرة متذرعة بـ”عجز تركيا عن فصل المقاتلين المعتدلين عن (الجماعات الإرهابية)”.
عذراً التعليقات مغلقة