عائشة صبري – حرية برس:
نشر موقع “كلنا شركاء” في 28/11/2019 خبراً عن اعتقال شرطة العاصمة الإمارتية أبو ظبي المستثمر السوري مهند فايز المصري، كما نشر الموقع صورتين لوثائق الأولى صادرة عن مكتب الإنتربول في دمشق والتابع لوزارة الداخلية السورية، والثانية تعميم من شعبة اتصال مجلس وزراء الداخلية العرب في دمشق، وكلا الوثيقتين تحملان التاريخ ذاته وهو 04/11/2019 وتتضمنان طلب إصدار وتعميم نشرات حمراء ضد متهمين أحدهما مهند المصري تولد 1984، وطلب بحث وتوقيف وتسليم للمتهمين بجرم تمويل أعمال إرهابية.
كذلك تناقلت العديد من الوسائل الإعلامية ومواقع الأخبار معلومات مختلفة ومتضاربة أحياناً عن سبب الاعتقال، وأخذت الكثير من المواقع لا سيما الموالية لنظام الأسد خبر الاعتقال ونية تسليمه إلى دمشق من موقع “القدس العربي” الذي نشر في 02/12/2019 خبراً بعنوان: شرطة الإمارات تستجيب لطلب الداخلية السورية تسليمها «ممولاً للإرهاب».
وفي حين لا يوجد أي تصريح رسمي من الشرطة الإماراتية أو من شركة “داماسكو” التي يرأسها “المصري”، كذلك لا يُوجد مصدر موضوعي ومحايد للمعلومات، فإننا نورد فيما يلي أهم المعلومات التي تخص “المصري” والتي قد تكون وراء سبب اعتقاله:
- أسس مهند فايز المصري شركته “داماسكو” في دمشق عام 2004، وافتتح فرعاً لها في بغداد عام 2008، وكانت تعمل في مجال العملات والتصريف والبورصة والحوالات، ثم نقل مقرها الرئيسي إلى دبي عام 2011، لتتوسع بالعمل في استيراد وتصدير المواد الغذائية، والزيوت الصناعية وزيت المحرّكات وبعض المشتقات النفطية، مع بقاء فرع دمشق حتى الآن يعمل ضمن سوق الأوراق المالية والأسهم والحوالات، ثم افتتح “المصري” فرعاً لشركته في إسطنبول منتصف العام 2017.
- بقيت علاقة “المصري” جيِّدة مع نظام الأسد في دمشق، وكانت له علاقات تجارية مع رامي مخلوف ومحمد حمشو وغسان القلاع وخاصة بعد أن فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي عقوباته الاقتصادية عليهم.
- علاقة “المصري” سيئة للغاية بمجموعة من تجار ومستثمري النظام منذ البداية وأهمهم “سامر فوز” و”قاطرجي” و”فارس الشهابي” و”أبو علي خضُّور”، وقد دارت حرب تشهير بين “المصري” و”فوز” عبر نشر فيديوهات وتسريب معلومات.
- منتصف عام 2017 طلبت هيئة المفاوضات السورية من العقيد المنشق فاتح حسون كتابة تقرير عن “المصري” وشركاته تتهمه بالتعامل مع تنظيم “داعش” ومليشيا “قسد”، ويعتقد أنَّ هذا التقرير كان للدكتور خالد المحاميد الذي يحتكر صفقات استيراد القمح الروسي إلى سوريا.
- شركة “داماسكو” عبر فرعها في إسطنبول قامت بشراء المعادن من إدلب وقامت بإعادة إنتاجها في تركيا ثمَّ تصديرها إلى دبي، وكذلك قامت بشراء معظم المنتجات الزراعية في إدلب وكل ذلك بالتعامل مع تجار محليين يتبعون لهيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” سابقاً.
- “مهند المصري” تربطه علاقة متينة بسفير دمشق في أبو ظبي “ماهر بدور”، وقد رعى “المصري” باسم شركة “داماسكو” حفل تكريم منتخب النظام السوري لكرة القدم المشهور بمنتخب (البراميل)، في السفارة السورية بحضور السفير واللواء موفق جمعة رئيس اللجنة الأولمبية في سوريا وذلك في مطلع العام 2019.
- نشر “المصري” في منتصف العام 2019 تسجيلاً مصوراً له أثناء زيارته لمخيم للاجئين السوريين جنوب تركيا، وبذلك يكون “المصري” أول تاجر تربطه علاقات مع مسؤولي نظام الأسد يزور مخيمات الهاربين من جرائم الأسد إلى تركيا ويتضمامن معهم.
- شارك “المصري” بمؤتمر “بادر” الذي رعاه الرئيس التركي في نهاية العام 2018، وقال حينها “المصري” لوكالة الأناضول: إن التربة الاستثمارية في تركيا “خصبة” تجارياً ومالياً وزراعياً وصناعياً، وأشاد بالدعم الذي تقدمه الحكومة التركية للمستثمرين الأجانب.
- وفي مطلع العام 2019 رحّب “المصري” بالمنطقة الآمنة التي أعلنها الرئيس التركي أردوغان، وعبّر عن دعم شركة “داماسكو” للاستثمار وإعادة البناء فيها.
- أفادت معلومات أن “المصري” عقد مع حكومة أنقرة اتفاقاً على تمويل مشاريع إعادة الإعمار في تل أبيض ورأس العين شمال سوريا.
بمجموع هذا المعلومات يتضح حجم التقاطعات والتناقضات التي لعب عليها المستثمر السوري، لكنه لم ينجح ربَّما في إقناع هذه الأطراف أن علاقاته مع الآخر هي مجرَّد تجارة واستثمار فقط بعيداً عن المواقف والتحيزات السياسية.
عذراً التعليقات مغلقة