ياسر محمد- حرية برس:
تصريحات متناقضة صدرت اليوم وأمس عن مسؤولين روس وآخرين فيما يسمى “الإدارة الذاتية” الانفصالية شرقي سوريا، بخصوص مضي “الإدارة الذاتية” قدماً في التفاوض مع نظام الأسد بعد الاتفاقين التركي الروسي والتركي الأميركي، ففي حين أكدت مسؤولة كبيرة في “الإدارة الذاتية” أن واشنطن شجعت تفاوضهم مع النظام بوساطة روسية، قال وزير الخارجية الروسي إن “الأكراد” تنصلوا من مفاوضاتهم مع النظام بعد عودة الدعم الأميركي لهم.
وفي التفاصيل، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ما يسمى “الإدارة الذاتية” في الشمال السوري بالتراجع عن التفاوض مع نظام الأسد بعد إعلان أميركا إبقاء بعض قواتها في المنطقة.
وقال لافروف خلال منتدى باريس الثاني للسلام، اليوم الثلاثاء، إنه يجب على الكرد أن يكونوا ثابتين (في موقفهم) من أجل المشاركة في الحوار السياسي حول سوريا.
وأضاف أن روسيا عرضت على الكرد منذ البداية بدء حوار مع النظام السوري، لكنهم كانوا غير مهتمين لاعتقادعهم أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لهم سيكون دائماً.
وحمل لافروف مجدداً على الولايات المتحدة متهماً إياها بفصل مناطق شرق الفرات والسعي للسيطرة عليها، كما قال إن بلاده اقتربت في العام 2013 من التوصل لاتفاق حول سوريا مع واشنطن، ولكنه فشل بسبب عدم فصل الأخيرة بين “جبهة النصرة” والمعارضة السياسية!.
وقال لافروف: “واشنطن تسعى لفصل مناطق في شرق الفرات عن سوريا، وإقامة شبه دولة عليها، وتطلب من دول الخليج توظيف استثمارات كبيرة هناك، لإقامة إدارة محلية عمادها قوات سوريا الديمقراطية فيما لا تخفي نيتها في السيطرة على حقول النفط هناك”.
وبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، مارك ميلي، إن بلاده ستُبقي نحو 500-600 جندي في سوريا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الانسحاب منها، وأكد ترامب أن هذه القوة ستكون حول حقول النفط للسيطرة عليه.
من جانبها، قالت رئيسة الهيئة التنفيذية لما يسمى “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، إلهام أحمد، في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” في لندن، أمس الإثنين، إن “قوات سوريا الديمقراطية” تبلغت رسمياً من واشنطن بأن القوات الأميركية باقية في شمال شرقي سوريا وقرب حدود العراق لـ”حماية آبار النفط ومنع وقوعها بأيدٍ غير أمينة”، لكن أشارت إلى أنه ليس هناك جدول زمني لبقاء هذه القوات التي تعززت في رقعة جغرافية أقل، بعد قرار الرئيس دونالد ترمب في بداية الشهر الماضي الانسحاب من الحدود مع تركيا.
وفيما بدا دحضاً لحديث لافروف حول تنصل الأكراد من المفاوضات مع النظام، أشارت إلهام أحمد إلى أن الجانب الأميركي “شجع” على هذه المفاوضات. وأضافت أنه يجب الحفاظ على خصوصية “قوات سوريا الديمقراطية” بموجب أي اتفاق مستقبلي، بحيث تبقى “قوات خاصة ضمن قوات النظام. بمعنى أن تكون “الإدارة الذاتية هي الواجهة الأساسية لهذه القوات وبعلاقة قانونية مع وزارة الدفاع السورية (قوات النظام)”.
وكان قائد ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، وضع شرطين أساسيين للتوصل إلى اتفاق مع حكومة نظام الأسد، أولهما: أن تكون الإدارة القائمة حالياً (الإدارة الذاتية) جزءاً من إدارة سوريا عامة، ضمن الدستور، والثاني: أن تكون لـ”قسد”، كمؤسسة، استقلالية، وأن تكون لها خصوصيتها ضمن منظومة الحماية العامة لسوريا.
وهو ما رفضه نظام الأسد وروسيا وإيران رفضاً قاطعاً، مصرين على عودة “الإدارة الذاتية” الانفصالية ومكوناتها إلى حضن النظام وجيشه من دون أي امتيازات أو اعتبارات خاصة.
عذراً التعليقات مغلقة