ياسر محمد- حرية برس:
بعد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الاثنين، تشكيل “اللجنة الدستورية” السورية رسمياً، بدا الشارع السوري المعارض غير مرتاح ولا راضٍ عن تلك اللجنة، فيما تبادل نظام الأسد و”هيئة التفاوض” المعارضة شد البساط كلٌّ إلى طرفه، معتبراً أن هذا “الإنجاز” يصب في مصلحته ومصلحة “سوريا” التي يريدها.
فقد قالت “هيئة التفاوض” المعارضة، اليوم الثلاثاء، إن “تشكيل اللجنة الدستورية برعاية الأمم المتحدة لكتابة دستور لسوريا سيكون بوابة لمناقشة باقي مضامين قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وفي مقدمها الإفراج عن المعتقلين وتشكيل هيئة حكم انتقالي”.
وأضافت الهيئة أنها “غير غافلة عن أي عراقيل يضعها النظام السوري في وجه عمل الجنة الدستورية”، مطالبة “كل شخص ضمن اللجنة أن يضع هدفه وهاجسه مصلحة سوريا فوق أي اعتبار”، ومؤكدة أن اللجنة معنية بكتابة دستور جديد لسوريا “يلبي طموحات الشعب السوري”.
فيما زعم رأس النظام بشار الأسد، أن “التنسيق السوري الإيراني الروسي، هو ما أنجز لجنة مناقشة الدستور، بالرغم من كل العراقيل والعقبات، التي حاولت فرضها الأطراف الأخرى الداعمة للإرهاب”.
وبعيداً عن مزاعم الطرفين اللذين سيتقاسمان رئاسة “اللجنة”، أبدى طيف واسع من السياسيين والناشطين والمعارضين السوريين رفضهم للجنة ومخاوفهم منها ومن مخرجاتها، معتبرين أنها إجهاض كامل لمقررات جنيف1 عام 2012 الذي نص على تشكيل هيئة حكم انتقالي تتولى السلطة في سوريا وتعد لانتخابات.
وقال الباحث أحمد أبا زيد في منشور على تويتر: “اللجنة الدستورية آلية لتمرير الوقت بين الدول ومظهر وجود عملية سياسية فقط، عنوان الحل هو في حقيقته طريقة تجميد الحل.. قرابة عامين منذ طرح فكرة اللجنة حتى إعلان الأسماء، وربما سنة ونصف أخرى للتوافق على جدول الأعمال، وسنتين لآلية التصويت وشكل الخط، وأربع سنوات في نقاش البند الأول..الخ”.
وذهب بعض الكتّاب إلى إطلاق اسم “دستور الدم” على المخرج الذي يمكن أن ينتج عن عمل هذه “اللجنة”.
ورأى الناشط السياسي خالد أبو صلاح في لقاء مع التلفزيون العربي أن “اللجنة الدستورية هي ابتعاد عن قضية الشعب السوري لأن نظام الأسد سبق وغيّر الدستور في 5 دقائق”.
فيما عدَّ الحقوقي والمحامي ميشال شماس “اللجنة” نجاحاً لروسيا وخطها في سوريا، قائلاً: “نجحت روسيا بفرض أجندتها وطريقتها واستبعاد القرارات الدولية المتعلقة في سوريا وساعدها في ذلك من يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية والمجتمع المدني بقبولهم الدخول في اللجنة الدستورية”.
ومع اعتراضات كبيرة من قبل المكونات الكردية لـ”عدم تمثيلها” في اللجنة، وكذلك من أبناء محافظة إدلب التي تدفع الثمن الأكبر منذ سنوات في الميدان السوري، رحبت الجامعة العربية بتشكيل اللجنة، علماً أن الجامعة وأعضاءها تخلوا منذ زمن عن القضية السورية وتركوها في مهب مسارات “أستانا” و”سوتشي” التي أفضت إلى هذا الحل على الطريقة الروسية.
يذكر أن رؤساء دول ومؤسسات أممية رحبوا بتشكيل “اللجنة الدستورية” مطالبين بتسريع بدء أعمالها، إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته أمام الأمم المتحدة اليوم: “يتعين تفعيل اللجنة الدستورية التي نراها هامة للغاية من أجل ضمان سلامة تراب سوريا ووحدتها السياسية بصورة فاعلة ومثمرة”.
وقال رئيس النظام بمصر عبد الفتاح السيسي أمام الأمم المتحدة كذلك: “الحل السياسي في سوريا أصبح ضرورة ملحة.. ومصر تطالب بسرعة عمل اللجنة الدستورية”.
كما رحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتشكيل اللجنة، على الرغم من أن معظم السوريين عبروا عن رفضهم لها معتبرين أنها لا تمثل إرادتهم أو ثورتهم ولا تعبر عن طموحاتهم.
عذراً التعليقات مغلقة