وردٌ أكثر يليق بهنّ
شعر: سليمان نحيلي
«أعتذر من الكبير محمود درويش على هذه السرقة عن سابق إعجاب وتصميم»
الجميلاتُ: اللاتي إنْ ضحكنَ
يُضفنَ إلى المقاماتِ الموسيقية مقاماً ثامناً
وهنَّ نبعُ الأغنيات ..
*
الجميلات: اللاتي تنازلنَ بطيبِ خاطرٍ
عن مقاليدِ النُّورِ
للشمس والقمر ..
*
الجميلات: هنَّ الطفلاتُ في أولِ الحبوِ
تحالفنَ مع العصافيرِ صبحاً
في جوقةِ الزقزقات..
*
الجميلات: هنَّ الصّغيرات على مقاعد الدّراسةِ
تاريخُ اللقاءِ الأولِ مع القلمِ والدفترِ
وشغفُ الأطفالِ للرّسمِ ..
*
الجميلات: هنَّ الكبيرات في سنِّ التّوتِ
زجاجُ الحياءِ
سرُّ أبيهنّ إذْ يؤدينَ دَورَ الأمِ عليه بمنتهى الوردِ
ومنتهى الأمومةِ…
*
الجميلات: هنّ البرّيّات
قسوةُ لبوةٍ عندَ الصّيدِ
ووداعةُ يمامةٍ تحضنُ بيضها في العشِّ..
*
الجميلات: هنّ الصّحراويات
كبرياءُ نخلةٍ
و لطفُ واحة..
*
الجميلات: هنّ النّهريات
ما يبثّهُ المنبعُ للمجرى من أسرارِ الانبجاسِ
وما يبوحُ النهر للضّفافِ من أسرارِ الحياة…
*
الجميلات: هنّ البحريّاتُ في ميعةِ الموجِ
والغمرُ في منتهى الحنانِ
رهافةُ ياسمينِ الزّبدِ
عمقٌ أزليٌّ يفضي بأنوثةِ اللؤلؤِ
ويُغري بالغرق ..
*
الجميلات: هنّ الغيميّات
يُسرّحنَ المطرَ أسراباً .. أسراباً
كلّما تفشّى الجفاف …
*
الجميلات: هنّ الأمهاتُ صباحَ العيدِ
إذ يوزعنَ أشواقهنّ بالقسطِ
على منافي الأولادِ
حتى تغدو قلوبهنّ خارطةً للعالمِ
وعيونهنّ بوصلةً للدّمع..
*
الجميلات: أمّهات الشهداءِ
زغردنَ ماشاء لهنّ العرسُ
وذرفنَ دمعتينِ تغمرانِ الكونَ
ثمّ قُمنَ للصّلاة ..
*
الجميلات: إحداهنَّ تحسدُ
سواها من الأمهاتِ
لأنهنَّ قدّمنَ شهداءَ أكثرَ
مع أنّها وهبتْ كل ّما لديها؟
ولدها الوحيد..
*
الجميلات: هنَّ الأرملات
نصبنَ الباقي من أعمارهنَّ على صليبِ الصّبرِ
واكتفينَ من الدّنيا بصغارهنّ: أملٌ يكبرُ
وثوبِ الحداد …
*
الجميلات: هنَّ السّجينات اللواتي سحقَ اللئامُ ورودَ عفّتهنّ
آياتٍ تتنزّلُ في كتابٍ كان سيأتي
لولا أن استقالَ الوحيُ
وهنّ المريمات ..
*
الجميلات: أخواتُ الزّيتونِ
كلّما تواطئَ العبءُ عليهنَّ فِضنَ،
وانبثقَ منهنَّ جوهرٌ يتلألئُ
نورٌ على نور ..
*
الجميلات: هنَّ العاشقات
ينقضنَ كلّ صبحٍ غزلهنّ بعدَ ليلٍ طويلٍ
بانتظار عودةِ مَنْ ذهبوا إلى الحربِ .. ولن يعودوا
يُلقِّنَّ الصّبرَ درساً في الصّبرِ
والعشقَ درساً في العشقِ..
*
الجميلات: كلّهنّ
وردٌ أكثرُ يليقُ بهنَّ
وتليقُ بهنَّ الحياة.
** *** **
عذراً التعليقات مغلقة