ياسر محمد- حرية برس:
قال نائب وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، إن “استعادة إدلب” عامل أساسي لضمان الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن “عملية” إدلب تتم وفق خطة موضوعة ودقيقة، وتزامنت تصريحات المقداد مع تصريحات “إسرائيلية” عن قيام إيران بنقل قواعد ومعسكرات لها إلى الشمال السوري هرباً من الضربات الإسرائيلية التي طالتها في دمشق والمنطقة الجنوبية والساحلية والوسطى من سوريا.
وفي التفاصيل، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن نائب وزير خارجية الأسد، فيصل المقداد، قوله، اليوم الثلاثاء، إن “عملية مكافحة الإرهاب في إدلب” (الهجمة الوحشية التي قتلت مئات المدنيين وشردت مئات الآلاف) تسير وفق خطة موضوعة، مشدداً على أن استعادة إدلب يعد عامل الاستقرار الأساسي في المنطقة.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية مشتركة مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي أصغر خاجي.
وطالب المقداد مجلس الأمن الدولي بأن “يعي خطورة الهجمات الإسرائيلية على سوريا”، وقال إن “سوريا مستعدة دائماً لرد الصاع صاعين، إلا أنه يجب التنبه أن المنطقة بحاجة إلى تهدئة وليس تصعيد”!.
واستطرد: “يجب على العالم ومجلس الأمن والأمم المتحدة أن تعي خطورة مثل هذه التطورات، لأن سوريا لن تسكت عن حقها”.
وأصبحت مثل هذه التصريحات والتهديدات تثير سخرية الموالين للنظام قبل معارضيه، إذ إن “إسرائيل” وجهت مئات الضربات الجوية والصاروخية للمصالح الإيرانية في سوريا ولأهداف تخص ميليشيا “حزب الله” اللبناني، من دون أن تتلقى أي رد من “محور الممانعة”.
وبعد الضربة القاسية التي وجهتها “إسرائيل” لقواعد إيرانية في محيط دمشق وحمص، أول من أمس، وقيل إنها من أوسع الضربات وأوجعها، تسعى إيران إلى نقل قواعدها ومعسكراتها من جنوب سوريا ووسطها إلى مناطق الشمال، بهدف إبعادها عن شبح الاستهداف الإسرائيلي، ما يعني أن لإيران مصلحة الآن أكثر من أي وقت مضى في فرض السيطرة على محافظة إدلب ومحيطها المحرر.
ويعدُّ حديث فيصل المقداد اليوم عن “استعادة إدلب” في مؤتمر مع نظيره الإيراني، مؤشراً على أن نظام الأسد يريد تسليم إدلب لإيران فعلياً.
وقريباً من هذا الشأن، قال رئيس “الموساد” الإسرائيلي، يوسي كوهين، إن “إيران وحزب الله تسعيان لنقل بعض القواعد إلى شمالي سوريا، حيث يعتقدون أنه سيكون من الصعب علينا الوصول إليها”.
وأتت تصريحات “كوهين” بعد ساعات من تعرض مواقع للنظام والميليشيات الإيرانية جنوب ووسط سوريا لقصف مكثّف.
وكان “كوهين” قال أمس الاثنين، بحسب القناة 13 الإسرائيلية: “بفضل عملياتنا السرية في سوريا، أعتقد أن إيران ستفهم بأن نشاطها في سوريا لا قيمة له”.
وما يؤكد مساعي إيران إلى نقل قواعدها إلى الشمال (بعيداً عن إسرائيل) هو تغيير قواعدها عدة مرات، حيث أخلت مطار دمشق بعد ضربات عديدة استهدفته، كما غيرت معسكراتها في دير الزور ونقلتها من الصحراء القريبة إلى داخل المدينة بعد تعرضها لضربات أميركية و”إسرائيلية”.
ومنذ العام 2013 تدخلت إيران رسمياً إلى جانب نظام الأسد في قتل السوريين، واستقدمت وأسست أكثر من خمسين ميليشيا عسكرية طائفية، إضافة إلى الدعم الكبير لربيبها في المنطقة، “حزب الله” اللبناني.
وتعمل إيران وميليشياتها على إحداث تغيير ديموغرافي وثقافي وديني في المناطق التي تسيطر عليها، ويظهر ذلك جلياً في العاصمة دمشق وبعض المدن في محيطها، وكذلك في حمص وحلب ودير الزور.
عذراً التعليقات مغلقة