التطبيل والتزمير هو أسلوب يتبعه موالو سلطة الأسد، وأكثر ما يردده هؤلاء ويتغنون به هو “القرار السيادي”، لكن من غير المفهوم هل ترويجهم هذا هو لإقناع أنفسهم بهذه الكذبة الكبيرة؟ أم محاولة تلميع وتنظيف سمعة النظام الملطخة بدماء السوريين؟
ولنفرض جدلاً أن هؤلاء على حق بنسبة 30%؛ أي سيادة وأي قرار هذا الذي يحدثوننا عنه؟ واليوم يدرك الجميع أن قرار النظام يصدر من موسكو ليصل لقاعدة حميميم وعلى الأسد التنفيذ لا أكثر، وليس بإمكانه الرفض أو حتى نقاش أي قرار يصدر عن بوتين، وبالمقابل يجب عليه تنفيذ قرارات تصدر من طهران لتصل لحزب الله وعلى الأسد التنفيذ أيضاً، فأي قرار وأي سيادة يتغنون بها.
الأدلة كثيرة وواضحة كوضوح الشمس، ولعلّ آخرها وليس الأخير طبعاً، هو الاجتماع الثلاثي الذي يجمع كلاً من أمريكا و”إسرائيل” وروسيا في تل أبيب اليوم، ويتصدر المشهد السوري هذا الاجتماع، وقد يتمخض عن الاجتماع قرارات وتوصيات ما على الأسد سوى تنفيذها، بدوره ينقلها للقطيع الذي يقوده لصالح أسياده وعلى رأسهم “اسرائيل”، فعن أي سيادة وأي قرار يتحدثون؟.
السؤال المثير للسخرية كيف تعتبر روسيا حليفاً للنظام، وفي نفس الوقت تجتمع مع “إسرائيل” التي من المفترض أن تكون عدواً للنظام، والمضحك هو أن اجتماعاً يخص سوريا يجري في “إسرائيل” ولا حضور ولا تمثيل للنظام، وهذا ما يدفع المشاهد للتأمل والتساؤل كثيراً عن مدى جدية العداء العلني بين النظام و”إسرائيل” والتي يتكشف مع مرور الوقت أنها علاقة أخوّة، لا بل تزاوج بين طرفين والأقوى هو من يقرر، وفي هذه المعادلة المقرر الأول والأخير هي “إسرائيل”، وهي صاحبة قرار في الملف السوري، ولأن نظام الأسد يعلم أنها صاحبة قرار فهو ينأى عن الرد على غارات تستهدف مواقع له ولإيران على الأراضي السورية، فهل بعد كل هذا يمكن اعتبار النظام صاحب قرار وسيادة في ظل المتغيرات الحاصلة على الأرض؟
عذراً التعليقات مغلقة