حنين السيد- حرية برس:
تزايد عدد النازحين الفارين من الموت في ظل الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه على ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي ليصل إلى قرابة نصف مليون إنسان، يبيت معظمهم في العراء وتحت أشجار الزيتون أو في خيمة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، ما أثّر على حال المولودين حديثاً وهم الأشد حاجة إلى الرعاية بكافة أنواعها.
يولد الأطفال في مخيمات النزوح وتحت الأشجار في كل يوم، وسط عجز المنظمات الانسانية عن إحصاء هؤلاء الأطفال وتقديم الرعاية الخاصة لهم ولأمهاتهم، كما هو حال “أم آية” التي نزحت من بلدة معرة حرمة في ريف إدلب الجنوبي إلى المخيمات العشوائية شمال مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي الغربي.
تقول “أم آية” في حديثها لـ”حرية برس”: “خرجت من منزلي مجبرة بعد أن دمرته طائرات الأسد وكان وضعي الصحي سيئ وموعد ولادتي قد حان، فولدت ابنتي آية تحت أشجار الزيتون ولم يكن لدي المال لأذهب إلى مكان أفضل حتى جاء أحدهم ونقلني إلى مخيم عين البكارة شمال مدينة سلقين لأقيم في خيمة تفتقر إلى كل وسائل الراحة إلا أنها أفضل من العراء”
وتضيف “أم آية”: “لم أستطع الحصول على الطعام منذ يومين ولا طاقة لي لأغذي ابنتي بالحليب، وهي في حاجة ماسة إلى الحليب الاصطناعي أسوة بجميع الأطفال في المخيم الذين يعانون من نقص في الاحتياجات الضرورية”
وأكدت “أم آية” أن ابنتها تعاني من مرض “أبو صفار”، وهو مرض يصيب أغلب الأطفال المولودين حديثاً ويحتاج المصابوم به إلى عناية خاصة، إلا أنه ليس هناك أطباء مسؤولون عن المخيم، ولا قدرة لكثير من النازحين على علاج أطفالهم بشكل خاص.
من جهته، أوضح “محمد الإبراهيم”، المسؤول عن المخيم”، لـ”حرية برس” أن هذا المخيم يضم ثلاثين خيمة تحتوي 60 عائلة بينهم 14 مولوداً جديداً، وسط فقر شديد وحاجة إلى رعاية صحية ودعم غذائي وتوفير ألواح طاقة شمسية لتزويدهم بالكهرباء اللازمة.
وناشد “الإبراهيم” المنظمات الإنسانية للتحرك السريع والاستجابة إلى هذه الفئة من النازحين التي لا تحتمل الإهمال من أجل الحفاظ على حياة هؤلاء الأطفال.
عذراً التعليقات مغلقة