في كل مدينة وقرية لا بد أن يمر علينا اسم منطقة نالت لقباً يليق بصمودها في الثورة السورية، ويليق بصمودها في وجه آلة القتل الأسدية، فكان لدرعا لقب شعلة الثورة السورية التي انطلقت منها مظاهرات الحرية وصدحت بها حناجر الأحرار، ولهذا لقبت بالشعلة والشرارة، فيما حملت حمص اسم عاصمة الثورة السورية وذلك لصمود أبنائها وكانت عماداً للثورة حتى امتدت في كل بقعة من الأرض السورية، وكانت الشريان الذي يضخ الدماء لإحياء روح الثورة.
وتعددت المناطق والألقاب في كل زاوية وزقاق بحسب التضحيات، وفي شمال سوريا يتكرر اسم بلدة كفرنبودة كثيراً لأنها أذاقت العدو ويلات الهزيمة، وعلّمت العالم أجمع أن الصمود أقوى من السلاح وأن القوة تكمن في العقيدة والهدف الذي يناضل لأجله الإنسان، فكانت كفرنبودة تضم في جنباتها شباباً حملوا أرواحهم على كفّهم، لا يُلقون بالاً لعدد القذائف وحقد الغارات التي تنهال على المدينة، ولا يليق بهذه المدينة سوى اسم “طروادة الثورة”، فبحجم صمود طروادة صمدت كفرنبودة وما زالت صامدة، وفي لحظة تفكُّر قد نجد أن صمود كفرنبودة أعظم وأكبر، في وقت يقاتل فيه العالم أجمع ضد مجموعات من الشباب الثائر، الشباب الذي يدافع عن أرضه وكرامته وكرامة أبنائه.
عذراً التعليقات مغلقة